رؤيا بغدادية بغداد يا قصيدة الزمن و جدول الحنان و كلمات الفصاحة من أفواه البلغاء بغداد ها أنت يا قبة ذهبية مرصعة بالدرر ، واقفة فوق نهر سحري يعبر طرق الأزل ، نحو دنيا ليلية ليس فيها إلا عطر الصفاء بغداد .... أنت عندي روح اجتزئت من روحي ، بحثت عنها فلم أجدها ، لكنني لمحت حمامة بيضاء تحلق في البعيد . شبح خفي يترصدها ، يتبعها تحت جنح الظلام ، يصيبها بسهم فتدمى ، تكمل طريقها و جناحها مجروح أعلى فأعلى . تبذل الجهد متحاملة على ما بها ، و الشبح الخفي ما زال يتبعها ، مبتسماً ابتسامة خبيثة يبرز منها ناباه العفنان . بغداد .... وجدتك لحظتها تصلين برزخاً بين فضاءين ، فضاء أسود كنت تقاومينه و فضاء أخضر كأنه من جنات عدن قاربت أن تدخليه ، بعدها غبت . توقف الحلم ... أتراك يا بغداد دخلت عالم الجنان ذاك حقاً أم لا فركت عينيَّ ، نظرت حولي ، وجدت الفراغ و الخواء وحدهما ، عدت إلى نومي علي أراك من جديد . و ما زلت نائماً بانتظار الحلم حلمي عنك
الأديب هو من كان لأمته و للغتها في مواهب قلمه لقب من ألقاب التاريخ إمام الأدب العربي مصطفى صادق الرافعي