** أنظُرُ في صُوَر الخارجين
.
،،فتحت على صورة طريق بائدة في قريتي التي طردونا منها في ف ل س ط ي ن ..كانوا يمشون فيها ،،،أتعجّب ماذا يط بّع ون ،،قبل العودة الى تلك الطريق،،،،
.
،،أنظُرُ في صُوَر الخارجين من ارضهم ...،أبحثُ عن أبي وعن بيته،،لكن الطريق التي مشى فيها هي هذه الطريق ،،،،ومشى عليها آباؤه ،،،،واحدا بعد الآخر أباً وإبناً منذ آلاف السنين ..!!،،إلّا أنا سدّوا أمامي الطريق ...حوّلوني إلى منفاي
،، ،،فوق هذا التلّ كانت دورهم ،،وهذه حقول قمحهم :كانوا هنا آمنين في كلّ الأزمان ،،حتى في زمن التتار ،، !..إلّا في زمن الحضارة ..ضاعت حقوقهم!!
.
،،وجوههم واحدة وبيوتهم تشبه بعضها ،،وثقافتهم مثل كتاب واحد مفتوح تقرؤه كلّ عقولهم ،،،
،،ألقوهم في العراء ،،كأنهم قمرٌ انشطر كِسفاً كثيرة ،،،،، وأنا واحد من أهل المتاهة ،،،كالأعمى الذي يتحسّسُ في الأرض الضائعة ،،يريد أن يعود الى بيت ابيه.....!!
.
،،أرى شيخا كبيرا من المطرودين يخطو الخطوة الأولى في المتاهة ،،لا يصدّق أنّ انسانا مكَثَ هنا آلاف السنين ،،يمكن أن ينزع قدميه الغائرتين في هذه الأرض،،!
،،في ظهره يحمل شعبا بأكمله ،ينظر ،،أين يلقيهم ،،،،،،،،،،،،!،،
،، هو رمزنا : لحية وقورة وصَبْرٌ ،،،،وعباءة عرب وعمامة - شارة مسجد وصلاة - يعيش في نور روحه الراضية عن خالقها ،،،وليست روحا تتقطّع ،،في ظُلمة جسد آثم ،،،!
,
،،لم يخطر بباله أن يلطّخ الم ط بّع ون صدور أطفالهم بصورة اعدائه ،،وينزعوا صورته ...!!
....
،،لقد قال أبي وهو يموت بعد أن شاخ وترهّل في المنفى : كنت أحلم أن أحضر معركة العودة …كما حضرتُ معركة الخروج …!،وأكون واحداً من اؤلئك الذي يدخلون القدس ،،يصلّون منتصرين ،،أو يموتون مستشهدين ،،ولكن الأمر أطول من عمري ،،،ولكنّكم أنتم حتما ستمشون في تلك الطريق ،،،
.
،،!!…وردّد شعاره المعتاد :……كفاحنا يروح ويجيء ،،،تغمرك الموجة الكبيرة في البحر ،،وتخرج منها ولا تغرق ،،وتستمرّ بالعوم ،،،،،،،،،
.
.
.
.
.
عبدالحليم الطيطي