القطط الجائعة تفغر فاه التمرد
وتنزو علي قارعة الحلم
تلتقم كل شيء
ترسل في رئة الحياة شواظ من نار ودخان
الألم النازف في محراب الحب يئن
وكل أبواب الحانات القديمة مُشْرَعة
ترجف الشمس خلف وطأة غَيْم مُلَبد..
مازالت الحياة متخثرة
مذ توقف النهر عن جريانه
والرجل الأسمر ينتعل البياض
ويتشح به
وثمة امرأة بالجوار مزمجرة
تمشط خديها بمُدية محدبة..
الاطفال يهرولون في العدم
ويقطفون من فوقهم ومن تحت أرجلهم عناقيد الوهم
وقوس قزح يزهو بانتشاء..
يتماهى ويباهى
تتسع دائرته المجنونة شيئا فشيئا
وحوافر الخيل البلق تلاحقني
توغل في التمرد وتمعن في التيه..
وترسم علي أقفية المفاوز خيالات متعرجة
"وطِبَاقاً من خلفهن طباقُ
ساقطات تلوي بها الصحراء
و بعينيك أوقدت هندٌ النارَ أخيرا
بِخَزازٍ...هيهات منك الصلاء
أوقدتها ببن العقيق فشخصين
بعود.. كما يلوح الضياء"(*)
والنواعير المطرّزة بالوهم تدور وتدور
لا تتجاوب مع ثغاء شاة هزيلة
أو رغاء بعير أجرب
الكل يزمجر بلا صوت
ويمشي مبتور الإرادة
والجرح المتهدل من أغصان الوهم
لا يؤذن بانقضاء...
ومازالت السحابة السوداء تمر
وتُفرغ ماءها في البحر..!