قمْ من النوم فالظلامُ تولَّى............و تَعالى الضَّجيجُ في الأرْجاء
وُجد الصبْحُ للنُّهوض و الجدِّ و الإقْ......دام لا للخُمول و الإغْفاء
ضاع مَنْ ظلَّ نائمًا و دروبُ.......... الرزْق أضحتْ تعجُّ بالأحياءِ
و احْذر اليأسَ وابْق مادمْتَ حيًّا.......راغبًا في الشموخ و العلياء
يطْفئُ اليأسُ إنْ تغلْغل في المرْء.........شعاعَ الطموح و الاعتلاء
ألجم النفسَ عنْ أمور إذا لم.........تلْق فيها سوى الأسى و العناء
كنْ نشيطا وارْم الأسى عنك جدًّا..........فهو عبْءٌ يصدُّ كلَّ الهناء
وادْعُ كلَّ الورى إلى الحبِّ و الإحْ....سان و الخيْر لا إلى البغْضاء
إنَّ نشْرَ البغْضاء إنْ كنْتَ تدْري......عوضَ الحبِّ فهْو بدْء الفناء
يَسْتحقُّ التقْديرَ مَنْ طهَّر القلبَ..........منَ الحقْد و القلى و العِداء
كُنْ كثيرَ التركيز لا تائهًا بيْن...............البرايا كَريشةٍ في الهواء
لا تماطلْ إذا وعدْتَ بشيْءٍ..............أيَّ شخْص بلِ التزمْ بالوفاء
و انْبذ الجهْلَ و اصْحبِ العلْمَ يصْنعْ...لكَ في العيْش أفْضلَ الأجواء
قدّم الدَّعمَ للَّذي عضَّه الفقرُ................فأَضْحى فريسةَ الضَّراء
إنْ أردنا سعادةَ الكلِّ فلنقْض............على الفقْر بالنَّدى و السَّخاء
إنَّ فعلَ العطاء مرْتبطٌ دوْمًا.................بأهل السَّخاء لا البخلاء
يجعلون الفقيرَ بعدَ اضْطرابٍ.............وَ عناءٍ و شَكْوةٍ في رخاء
خالقُ الكون لن يخيِّبَ شخْصًا.........ما تخلَّى عنْ نُصْرة الضُّعفاء
و اتَّخذْ مسْكنا يكونُ بهيًّا................واسعًا في الطبيعة الخضراء
تشْرقُ الشمسُ و هْو جدُّ بعيدٍ.......عنْ مكان الزحام و الضوْضاء
تَرْتدي حوله الروابي رداءَ........الزَّهْر والضوء والشذى والبهاء
و إذا الصبحُ حلَّ غنَّتْ طيورٌ...................بسُرورٍ له بديعَ الغناء
يجدُ المرْءُ فيه ما يبْتغيه..................منْ هدوءٍ و رَاحةٍ و هَناء
و ابْق دومًا عن القمار بعيدًا...........و احْذر الخمرَ فهْي شرُّ بلاء
مَنْ قضى العمر للالاه مُطيعًا ..............نال ما يبْتغيه يومَ الجزاء
كلّ شخْصٍ عن الحياة سيمْضي...........فهْي ليْستْ لنا بدار البقاء
سيزورُ المنونُ كلَّ البرايا......................إنَّه لا يصابُ بالإعياء
إنَّ وقْعَ المنون قاسٍ و لكنْ.........ما علينا سوى الرضى بالقَضاء