حزنٌ على الحزنِ أم سيلٌ من العللِ
من أدمع القلب أم من أدمع المقل
يبدو أن الذاكرة حتى لو طواها الزمن تحت ركامه واختارتها المواجع بسكينها فلن تستسلم ، كنت أريد أن أنسيها نفسي ولكن لتشرين ميثاق غليظ معها ....
محمد ايها الغالي الذي كانت ولادتك على يدي في 18/5/1983 وترعرعت مع أولادي ونشأت كما نشئوا ولعبت وضحكت كثيراً وتنقلت مكرهاً مع والديك بين المحافظات حسب عمل الوالد الوظيفي.....
بقيت يا محمد مستقيماً رغم التناقضات والمنغصات ورغم معاول الزمن المر الذي تلا وفاة والدك رحمه الله في عام 97 من القرن الماضي وعمرك لم يتجاوز الـ 14 عام لكن عقلك كان بمستوى عقول الرجال فحافظت على والدتك واحتضنتها أنت قبل أن تحتضنك هي ....
جاء الإحتلال يا حمودي وعمرك عشرين عاماً فشغلت نفسك بما يجب وبما يترتب على الأصلاء الأبطال وكنت من الأخيار ، ولك أخوة كثر سلكوا درب الشهامة فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.. ونعرف كم ذرفت من الدموع حين فارقت اخوانك سجاد وعمار وعلي حين سبقوك الى جنات الخلد وكنت تتمنى لو كنت معهم ... وهاهو التاريخ وهذا اليوم انت معهم انشاء الله .... وكأنك تعلم أنك لاحقهم حين كتبت على الشبكة العنكبوتية في يوم الجمعة الماضي الكلام الأخير وانت تودعنا بعده بساعاتٍ قلائل بهذه الكلمات التي سيخلدها التاريخ وستكون لك في ميزان حسناتك
(يسألوني أي الإخوان تحب؟
قلت من رافق دربي إلى ربي
ويدعو لي بظهر الغيب.
لا حرمني الله صفاء إخائكم. ورقة طبعكم وطهارة قلوبكم. وجمعنا واياكم عند حوض النبي وكنا ممن قيل لهم ادخلوها بسلام آمين@ طيب الله جِمْعتكم بالخيرات والبركات)
كنا نريد منك يا محمد أن تحضر زفاف أحدى أخواتك لكنك أخترت عرساً آخر أجلّ وأعظم.
لا ندري ماذا نقول
لم نخبر العروسة بسبب عدم حضورك ولم نخبر أهلها ... قفلنا صدورنا والحزن يغلي والعيون تذرف وليس لنا الا أن نقول ما يرضي الله ، انا لله وانا اليه راجعون
5/10/2010
التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC]
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 10-05-2010 في 11:42 AM.