خاطرة هل أنت صادق أيها الايحاء؟.. لمثل هذه الحروف وهبت يوما معصمي، يستدرجني الظن الجميل، يروي بكل الضمائر أسطورة الوصل، للحلم ..للأشياء المهملة في ذاكرة الأمل..كما النور المقدس هو ،في محراب الشوق ،يدفعني اليه عطش الساذج مغمض العينين..أحتويه..أحتضنه و أنا أصرخ..أيها الجلاد في حروفي، أرفق في الوشم على صفائح الوجدان ..جرحتني سياط عبراتك..جرفتني الكلمات الموجعة ،و اختزلت المسافات.. و لما التفت الذات بالذات و أنتصبت الحضرة اختفى. و أنت اليوم ، أيها الايحاء القادم من بعيد ،من مدائن العبرة ،يشدك الحنين الى ذات تسكنها الغربة الموحشة ، و يؤرقها الأنين ..أراك تروي الأبجديات ، تروضها ..يركض يراعك على آفاقي المثخنة ، يروي على أطلال الحكايا مجد الحروف الملتهبة..أيقظتني ،و حركت الجرح ..اذا لم تكن صادقا فاعفني ، أنا اليوم مجرد ،ما بقي في الوجدان موضعا الا و فيه طعنة جحود..دعني رحالة ،أجوب على صهوة قلمي فضاءات انتحرت على بساطها أفئدة الوصل، بحثا عن أسرار الوجد ، و خرافة الصدق و الوفاء ..و أغنية الخلود...دعني ريشة ماض ، ترسم روائع مزعومة ، صنعتها طعنات الشقاء و آلآم الخيانات .. فان لم تكن صادقا فدعني...دعني أواصل سفري في هذا العراء الممتد ، الذي ترعرعت فيه آهات ، تسقيها بواسق الشجون و ألم الزفرات.. تغمد الله حرفك بلين اليقين ، أرفق بجريح في نقاهة يمتثل للبوح ، يتجرع مرارة الصبر كل يوم عدة مرات .. أيها الايحاء ...هل أنت صادق في تقديس الحرف بعبرات طقوسه ،و تعظيم كلماته حتى الممات ؟.. الضمائر= ضمائر الصرف مختار سعيدي