جارتك الوحيدة
من لم تلحظ علامات الرغبة على فستانها الفضفاض
هي نفسها جارتك
تلك التي دائما تبوء محاولاتها معك بالفشل
حتى أنك لم تسحب لها كرسي الرفق كأي جنتل مان
كما لم تسعفها بمنديل ينشف عرق تعبيرها عنك
هل كنت حقا مثاليا في العفاف
أم غبيا لا تطاق
أحسبك زاهدا في العواطف كشجرة
انقطعت بها السبل في المنفى
لم تعد تشغف بالطارق أيا كان مطرا
أو نسيما
فما بالها بزائر غير مرغوب فيه
نسينا الجارة
كانت تدعوك على طبق من الباستيلا ليلة كل عاشوراء
و كحل شوقها لك
لا أحمر جدا
و لا ناصع البياض
منذ آخر حرب لم تختبر غايتها منك
تلك الحرب التي ذهبت بمقلم أفكارها
ذاك المقلم كانت تستعين به
كلما جنح الليل بها بين الساقين
و عينها على عدسة الباب السحرية
الباب نفسه الذي لم تطرق
كما لم تجرؤ على الدخول من النوافذ
النوافذ التي تواربها الجارة ليلا
الليل خميرة الأحلام السوية
و المريضة على حد السواء
فقط أمعن النظر بين كفيك
القبعة التي تترجل النهر ليست إلا جارتك في منتهى العراء
كما رغبت طويلا أن تراها
الساعة التي تحوط بك من كل الجهات
هي السمكة ذاتها غريبة الطواف حواليك
لك أن تضحك في سباتك مستهزئا ببكاء اليقظة
أن تمد ساقيك في كومة الريح
أن تستأمن جرة العسل على لسانك
أما الوردة فلك منها فقط ما يؤجج رغبتك في العطس
لا تحزن طويلا
لست وحدك من كسرت بخاطره السماء
و لست آخر من سلمته الجارة معطفه من تحت الباب
..الباب الذي لم تطرق أبدا
و النوافذ وحدك كنت تراها مواربة
بعد ما كان ...
.... لا تتجاهل ما يعج تحت القبعات و ما بين أصابع الدمى...