لستُ أبالي ....
نعم لست أبالي ..
ما همّني إنْ قُتِل زيدٌ او ذُبِحَ عمرو ؟
ما همني إن دمُرِّتِ المدائـنُ
او شُيدَتِ القصورُ فوق أشلاءِ الأبرياء
ماذا يعنيني إن ناحتْ قلوبُ الثكالى بحرقـةٍ على فلذاتِ أكبادهِنّ
ماذا يعنيني إن تساقطت دمعةُ رجلٍ .. قسرا وقهرا
فنثرتِ الوجعَ بالدروب
ما همّني إن ديستِ الكرامةُ تحت أحذيةِ الظالمين
حجارةٌ تتساقطُ
شوارعٌ تلعنُ من عبّدَها
حوانيتُ تناثرتْ بكلِّ أحياءِ القهر
تبيعُ الفاحشةَ والفجورَ
لمن امتلأت جيوبُهم بالورقِ الأخضر
لقد جُنَّ العالم ... وسكتتِ الضمائرْ
شعوبٌ تباد بغمضةِ عينٍ
وشعوبٌ ما فتئت تصل ليلها بنهارها
بحثا عن الملذاتِ والولائم والمهرجانات
مجوهراتٌ تدلتْ من أعناقِ نسوةٍ
كان ثمنها كرامة تداسُ وتجارة رخيصة
أطفالٌ بيعتْ بأبخسِ الأثمانْ ...
عالَمٌ مجنونٌ مجنوووونٌ ..
يقفُ على حافةِ هاويةٍ لا ندركُ مدى عمقها
وهل ابالي ؟؟
لا بالطبع !!! ........
فقد ماتت الضمائرُ وزهُقَت أعصابُنا وأرواحنا
لن أبالي إن سلبوكَ يا وطنا أمنـَك وسلامَك
لن أبالي إن اتشحتْ سماؤكَ بدخانِ الغدرْ
ولا إن عَلْت أصواتُ الأطفالِ تطالبُ بلقمةٍ تسدُّ رمقهَم
أو بقلمٍ وكتابٍ وبعضٍ من معرفة وعلم
المعذرة لم أعد أبالي ..
فقد سلبوني جرعة الأمل المتبقية بالروح
( مما لفظه قلمي المثقل بالوجع - وليدة اللحظة )
التوقيع
وإذا أتتكَ مذمَتي من ناقصٍ .. فهي الشهادةُ لي بأنيَ كاملُ