دخلت إلى منصة شهيرة لكتابة الشعر والمقالات ، وكلما حاولت أنشر قصيدة أجد أن الموقع لا يقبل أن تكون القصيدة أقل من ثلاثمائة كلمة ،، كما تذكرت وقتها النظرة الكلاسيكية التقليدية للشعر ، وكان التاريخ وقف عند مجموعة أشخاص في الماضي وفقط، بينما الثقافة البشرية هي تراكم معرفي، وكل جيل يجب أن يضيف شيئا ،، لذا أكملت الثلاثمائة الكلمة بملاحظة نقدية أرفقته بعد القصيدة التي كتبت برغم أني قد نشرت قصيدتين بنفس الوقت ، يحملان نفس الفكرة ، كمحاولة مني لملئ الكلمات المطلوبة وحين وجدت أنها غير كافية ،، أكملت بهذه الملاحظة وأحببت بعدها أن أنشرها في هذا الموقع الرائع
ملاحظة لقد أسعدني التواجد هنا في هذا الموقع الرائع ،، لكن ضرورة أن يكون المقال أكثر من ثلاثمائة كلمة ، لا يتوافق مع محتوى القصائد الشعرية والخواطر،، صحيح هناك من يكتب القصائد الطوال ، لكن من وجهة نظري الشعر هو بطاقة سفر ، عندما تحصل على بطاقة سفر لا تجد مكتوبا فيها أسماء الفنادق والشوارع ومواصفات المدينة التي سوف تمنح السفر اليها بالتفصيل ،، وعليك أن تكمل ذلك بنفسك بعد سفرك إلى تلك المدينة ،، والشعر هكذا فالشاعر يعطيك بطاقة لتسافر بها إلى مدينة الفكرة وعليك أن تكمل الباقي،، الشعر إن لم يكن يتوافق مع مدى تفاعل وإحساس الشاعر كفرد مستقل بنفسه وطريقتة وفكرة فليس شعرا،، لماذا يجب أن نكون مقلدين لماذا يجب أن تحضر القبيلة والأولين والآخرين مع الشاعر ،، إن لم تكن القصيدة أو الخاطرة تعبر عن ذات نفس قائلها فهي ليست شعر لأن كلمة الشعر مشتقة من الشعور،، لست ضد من يكتب القصائد الطوال لكن لا يجب على اي شاعر أن يلتزم بما لا يعبر عنه كشخص مستقل،، إذا كانت تعبر عن مشاعري القصيدة الطويلة سوف أكتب قصيدة طويلة ، إذا لم تكن سوف أكتب قصيدة قصيرة ،، كل شاعر يجب أن يكون له شعور مستقل بذاته،، لن أتكلف واتصنع أبدا شيئا من أجل التقليد مالم يكن ذلك يجسد شعوري كشاعر وكائن مستقل،، مع أطيب تحياتي
........
....
محسن عزالدين البكري