===========
شعاع هارب
يجلس فوق أطراف النخيل
قد يجد له وطناً .. لا يحتاج يوما للرحيل
ساعات مضت ، يجلس القرفصاء على أهداب الأمل
يقتات بعضاً من أبيات الشعر
يرتل تعويذة للبقاء ... تزوره بعض الأمنيات
أشباح .. خيالات ترقص على أنغام وحدته
مرهون بانشقاق الفجر وترهل الليل ..
مرهون بركوب بحر الرمال ..
يبحث عن نهر .. عن مهد .. عن بدايات
قد ابتز الشيب رأسه على حين غرة ..
قتل فحولته قبل البلوغ .. النار في الوجدان مالها غايات
قد تنشيه بعض الأبيات ..
لكن المخبئ ينمنم الخطى .. تتثاقل الأقدام
بنات الليل لا تعرف النور ..
كل الآمال تعدو هاربة في الدروب ..
ما عاد للشعاع بيت للمأوى .. وكل ما بالرأس خيالات
يستشهد بالضحى الذي مر ..إذا اشتد المراد
إذا اتسعت رقعة المتاهات ... إذا رقص الشياطين بالليل في صخب الحانات
إذا مالت عليه كفة الفوضى ..
يخشى أن يناكح أجنحته الفساق .. أو تحمل أحشاءه الكثير من الآهات
أو يبتزه بعض الغرور .....
فليحيا ابن الصمود .. وليلقى حتفه ابن الحقود
فكل الأناة باتت بلا موضع ...
والوقت لم يحن للراوي.. و للسطوع ميقات
والمائدة لا تصلح لبسط الحكايات ..
ما للشعاع عشق الرحيل إلا إذا اغتمره الليل الكئيب ..
تنثني غاية المرء أمام السدود ..
ينثني الشعاع إن توقف عن الهروب ..
ما من وسادة نجمع فيها أحلامنا ..
كل مبان مدينتنا خرت ساجدة على منكبيها ...! تستجدي الرحمة
على صدى أغنية التلاشي .. لا صوت يعلو على صوت المفزعة
ولا أقبح ما نشاهده ونسمعه على فضاءات أهل القعقعة
بقلم : سيد يوسف مرسي الجهني