بعد أن ينطفئ وهج السنين في عينيّ...
بعد أن يكتمل الفراغ في ظلّي،
لا مانع...
إن عوى الحنين في ممرات القلب المهجورة،
أو نزف الوقت على عتبات انتظاري.
للمطر أن يبعثر وجهي في مرايا البرك ،
وأن يحصي الغياب خطاي المتعبة،
في الممرات الضيقة
لا مانع ...
إن تهدمت بناية الأحلام فوق هيكلي ذات عاصفة،
أو ذات حرب
أو صار الحزن صدىً لخطاب الرحيل.
فلتنثر الريح رماد الذكريات في سلال الصمت،
ولتتسلل الموسيقى الخافتة
من ثقوب المساء المثقل بكحل الليل
علّنا نصبح ظلًّا خفيفًا في ذاكرة الغياب...
بعد أن تخبو أنفاس الأغاني في شفتيّ...
بعد أن يرتجف الدفء في أنامل الذكرى،
لا بأس...
إن جفّت الأوراق على شرفات الليل،
أو تاهت خطاي في متاهات الأمل المنطفئ.
للريح أن تمحو آثار وجهي عن صفحة الماء ،
وأن تسرد الغيومُ حكايتي للمدى،
لا بأس...
إن تهالكت أروقة الحلم تحت خطى الغياب،
أو صار الصمت حارسًا لأطلال الكلام.
فلتنثر الأيام بقايا الصور في زوايا العتمة،
ولتهمس الريح بأغنيتنا الأخيرة
علّنا نصبح دفترا يؤمه الغبار في رفّ النسيان،