ظلالُ الغياب كلُّ الطرقِ التي سلكتُها تركتْني عندَ عتباتِ المساءِ، كأنني حكايةٌ منسيّة ترددها الجدات على مسامع الأطفال. لا لافتةٌ تناديني، ولا مصباحُ شارعٍ يعرفُ وجهي. فقط القمرُ، حينَ يكتظُّ بالوحدةِ، يُشيرُ إليَّ بصمتٍ بارد، كأني غيمةٌ ضاعتْ من سماءِ بعيدة. لم أطلبْ من العمرِ سوى ظلٍّ يُرافقُ خطواتي، وفسحةِ ضوءٍ على الرصيفِ القديم، لكنَّه كانَ أسرعَ من أُمنيتي، وأبعدَ من حنينِ المسافات. الآن... أعبرُ زمنًا آخر، بينَ وجوهٍ لا تعرفُ اسمي، لكن قلبي... يرى فيهم ملامحَ ماضٍ توارى في الزحام.
https://https://www.youtube.com/watch?v=OTAYmFRm4mg