كالنسر الجبلي...
لا يسكن القمم الخانعة،
وإن شاءت السماء،
شق الغيم بجناحيه المفتوحين.
حفيف العشب الظامئ،
يُرتل نشيده في الوديان،
ويزفر في الأفق
ريحًا تحمل وشوشة الأرض.
يا كل التيه والصحو...
يا أغبر،
لا تبحث عن ظلٍّ يربّتك،
فالريح فوق كتفيك
تحملك مواويلها مجانًا.
كالبرق إذ يخترق الظلمة،
لا يستأذن الليل في عبوره،
وإن زمجرت الريح،
شق السكون بصوته الجبلي.
هدير النهر العتيق،
يحمل في جوفه حكايا الصخر،
ينحت في الضفاف مساره،
ويعانق البحر بلا تردد.
يا عابر الدروب البعيدة،
لا تنشد راحة في السراب،
فالأفق يفتح ذراعيه لك،
والريح تعرف اسمك جيدًا.