يوميات رجل منفي
خادم المقهى
رغم معادلات البلاغة في نبالة خادم المقهى
لنكتشف بعد حين أن القهوة مغشوشة
وفي نواياه الكثير من الحماقات المبتكرة
بفعل الخفافيش المتحضرة
خطوط حمراء
كلما أقراء جريدة الوموند
الأجواء العالمية خانقة
يحق للكاتب وجهة نظر ثاقبة
في مايشاء
في شتم هيتلر وتعظيم الهولكوست
وليس له كلمة واحدة عفوية
في مايحدث الأن
وعندما نتسأل يقولون أقراء بين السطور
ولا أرى سوى خطوط حمراء
تحت طائلة العقوبة
لجان حقوق الأنسان
تحاول مراراً إصلاح مامضى
قبل نصف قرن أو أكثر من كوارث
خلف الجدار القديم الذي بناه الدب الأحمر
أذاً كيف تتناسى مايحدث خلف الجدار الجديد
الذي بناه أبناء الضبعة المسعورة
اه ... عفواً
إذاً نحتاج أكثر من مئة عام
للتحقيق فقط ... بمذبحة بحر البقر
مئة عام فقط
يلزمنا ... يلزمهم بعض الوقت
اه ... اه
عفواً هناك بنود سرية ؟
في القوانين الأساسية
لايحق لأحد إتهام الضبعة وأفعالها
تحت طائلة العقوبة والمتابعة أوالحصار
توقيع اللجان الأغلبية المنحازة
للدفاع عن حقوق الأنسان والحريات العامة
أحياناً
اه ... كم ... أنا غصن غض
بين أشجار عملاقة يابسة
طرق حديثة
سابقاً أصحاب الثقافة البالية
والأن أصحاب الثقافة الاستهلاكية
يبحثون بإستمرارعن طرق جديدة
لتكسير أصابعي ورأسي
لم ... ولن نتغير
قهر
القهر قاتل ياسيدتي
حيث اللاحلول ... ومشقات الطرق الوعرة
معارك الأيام ... أفرغتني كجندي مرتزق
من معاني الهيام ... ونقاء الروح
بعيد عنكِ
أكَسرُ الدقائق الخائنة والثواني البليدة
أين سأغسل رئتي المثقلة ... وأمتعتي المهترئة
أين سأنشر تقاسيم وجهي المحاصر
أطرافي دون دفئكِ أمر مستحيل
نصفي حيٌ يرزق ونصفي الأخر بكِ قتيل
بعيدة ... لكن ... لمتى
حمم
عزيزتي بدأت الحمم بالتمرد العشوائي
في كل الجسد
ماعدا إنتهاك البحور
الغير موزونة حرمة المواثيق الشائعة
ماعدا عويل الدعارة لبعض الحروف المؤنثة
في الأزقة الخلفية
أطلب منكِ أهم نصيحة
فلا تبخلي على حالتي
أحذري
أحذري قد تمنعكِ شفتاي قريباً
حتى من التنفس
لأنني أحيانا ثقيل المزاج
من
من يستطيع ضبط أحرف بركانية أومائية
في نظم الشعر
لهذا من السهل رصفها أو نثرها بسهولة
إن كانت من حجارة أونشارة خشب
إلا باستثناء القليل منها
كعقود الياسمين ... أوخواتم وأقراط من ألماس
حرائق
رغم حرائق الذاكرة
أحرقنا أيضاً كل شيء يدل على هويتنا
لا أعرف أية أكاديمية هوى ننتمي
كل هذا
رحيل جديد فراق جديد
كم أحتاج لحرق كل هذا ؟
تشاؤم
الأحداث المتتالية لاتطمئن
كرائحة أنفاق المترو
كتب نائمة
كم من كتاب ينام فوق الرفوف
من قلة الموت مزقاً ...أو حرقاً
حكمة مخفية
بعد تحليل طويل وليس مقصود أكتشفت أن
أفقر من الفقر هو مال النفط
عدم مبالة
مازال الأهل ... الأقارب ... الأصدقاء
والعلامات الواضحة كالربيع ... والشمس الملهوفة
أني لم أعد كسابقي
لم يحسوا بجنوني بكِ ... وأكثر
عدم مبالة ... أوأغبياء
أهم الأشياء
لن أخفي بعد الأن بهلاونيتي وحميمي
من صوتٍ بدأ يتغلغل بأجزائي دون ضجيج
حتى في أشيائي الخفية المسجونة
صوتٍ يهمس بنبرات مثيرة جداً في لب الأعماق
ينبئني بأشياء قادمة منها جنون اللذة الجامحة
منها الموت المريح بين أصابع بيضاء
لقاء مرتقب
العالم الغربيُّ مازال منفاي الدئم
وأنتِ بين العالم الحنطيُّ المائل للسمار
إذاً أنا مسؤولٌُ حتى النهاية
أن ألقاكِ يوماً ما
خلوة
ماذا تفعلين بي
لماذا أنتِ معي كل ثانية
لماذا لاتتركيني في خلوة مع نفسي قليلاً
كي أسألها
لمَ تشتهيكِ أنتِ وليس سواكِ
لمَ تشتهي كل أجزائكِ
لمَ تهوى الحلم السجين
أتركيني بعض الوقت
أو خذي لهيب شفتاي لأنفاسكِ القاتلة
خذي بعض هذياني لنهديكِ والمحيط
أو دعيني أستريح قليلاً
طقوسكِ غريبة
طقوسكِ الملونة الحارة كفرح الأزهار
في كرنفال الهولي
تثيريني ... بشدة
وعطركِ يغزو أعصابي سراً
ولحظات جداً جداً
بهجت