تحية ٌ إليك
يا حبيبة النخيل
يا دمعة الوطن المُعنَّى
يا قصة الرحيل
تحيةٌ إليك
يا صديقة الفرات
يا قِبلة َ الأحباب في مواسم
الخريف ..
يا طفلةً تغازل المآذن العتيقة
و تنشرُ الغناء فوق ساحة المدينة
إليك ِ يا أخيتي ..رسائل ٌ من أرض
جنين الغريقة .. من أوراق زيتون ٍ
تفتش عن بقايا سندباد
في لحظةٍ يعود ُ كل الأغبياء
فينتهي المساء .. و يحمل الضباب
أرصفة ً تئن على شفاه الوقت
جثثٌ مهمشةٌ هناك
أجساد أطفال ٍ هناك
على شوارعنا يتفكرون في حدود
الموت ...
بغداد لا تبكي علينا
ضمدي جثث الصغار .. و ارفعيهم للسماء
و انثري سُعفَ النخيل حول اضرحة المآذن
و تمايلي ألماً و خوفاً و اشتياقاً للسنابل
و لتعذري جثث الصغار .... فقد كتبوك لحناً
خالصاً على جدرانهم .. بغداد يا بغداد
إني هنا و الجرح .. قد عاد
و الصبر .. ما باله ُ يبكي على الإبعاد
بغداد ضميني ..أنا فالقلب مات على جذور الكستناء
عند ضحكات المطر .. يستيقظ الشهداء من أحلامهم
و يؤلفون من الزيتون و أشجار النخيل ألواناً تبيحُ لهم
أن يسألوا عنَّا قليلاً .. ماذا حلَّ بهم ؟!
أين أطفال المدينة أين بغداد الحزينة؟؟ أين أرض اللوز ؟؟
ما بال الشوارع لا يفارقها البكاء ..
أولم تعودوا يا أحبتنا إلى دحنونة ٍ في الأرض ، فلتقرؤا اسماء
من رحلوا إليكم .. ها هم أمامك َ يا شهيد .. بين اشجار النخيل تراهم
بين أعمدة السماء تراهم .. بين أشجار ٍ من الليمون و الزيتون ، بين
أوراق ٍ من الزعتر البلدي مدفونون ..
يقتسمون الحب و الوجع المقنن في الشفاه ، يتأملون الأرض
يتراشقون بأدمعهم التي لم تجف .. و ينشدون لحناً خرافياً
لامرأة ٍ تدعى ( وطن ) ........... و للحديث بقية
التوقيع
أحنُّ إلى خبز أمي
و قهوة أمي .. و لمسة أمي
و تكبر فيّأ الطفولة .. يوماً على صدر يوم
و أعشق عمري .. لأني إذا مت ُ أخجل ُ من
دمع ... أمي ...