د. أميمة محمد عمور - مهمة ليست سهلة، بل تشكل عبئا ،حين تقرر الأم أن تختار لطفلها ''تربويا ''ما يناسبه من العاب.
فمن خلال الالعاب يمكننا مساعدة الأطفال على التعلم بطريقة بسيطة وبفعالية بالغة لننمي مداركهم ،فان اشترينا لطفلنا برجا من المكعبات ، وعلمناه كيفية بناء هذا البرج ،نكون قد أخذنا بيده نحو معرفة مبادىء الرياضيات بطريقتها البسيطة واعتمادها على قواعد محددة .
وان اشترينا له لعبة ناطقة ،وشجعناه على أن يحادثها ونحادثها معه ،نكون قد علمناه مهارات لغوية يحتاجها عبر حوار اللعبة .
فأختيار اللعبة له أسسه التربوية ، لان الالعاب ليست مجرد أدوات نشتريها لتسلية أبنائنا، لان الاختيار الصحيح يكسب أطفالنا المعرفة والحماية والاختيار الخاطئ يلحق الضرر بهم.
وبما أننا نتمنى أن تكون ألعاب أطفالنا بمستوى يتناسب مع أهميتها لهم، لان الاطفال ملولون ان لم تجذبهم اللعبة وتشد انتباههم فلا بد لنا من إتاحة الفرصة للطفل لاتخاذ قراره ،واختيار اللعبة التي يرغب بها وعدم فرض الرأي عليه، وإنما توجيهه للعبة التي تناسب عمره وهناك ألعاب كثيرة يحدد عليها العمر المناسب للطفل كأن يكتب عليها (من 1-3 سنوات أو من 5- 9 سنوات )لذلك علينا الاهتمام بهذا الملاحظة المهمة عند شراء اللعبة ومنها نبدأ أولى الخطوات .
ومن شخصية طفلك وميوله ننتقل الى خطوة أخرى،فنختار اللعبة التي تتناسب مع شخصيته وحالته النفسية فمثلا إذا كان الطفل يشعر بالتوتر والقلق فيمكنك توجيهه نحو لعبة معلقة تشبه البالون مصنوعة من المطاط بحيث يبدأ في ضربها عدة مرات حتى يخف توتره ، ويمكننا اختيار لعبة تصمد أمام حالات الشد التي سوف يفرغ عبرها غضبه ،أما الطفل الذي يعاني من الملل فتعتبر الدمية المتحركة أفضل لعبة له كي يستعيد نشاطه و حيويته .
ومن الضروري ، بل والاساس ،توافر صفة الأمان والسلامة في لعب طفلك من مثل أن يكون حجم أجزاء لعبة التركيب كبيرة حتى لا يستطيع الطفل ابتلاعها أو وضعها في أنفه أو أذنيه أو أن يكون سطحها غير جارح ،كما يجب مراعاة أن تكون اللعبة قابلة للغسيل كي لا تتراكم عليها الأوساخ نتيجة الاستعمال حتى يعمل طفلك على المحافظة عليها نظيفة كجزء من عملية اللعب وجزء من تحمل المسؤولية في الوقت ذاته ، وجزء من التعليم
واذا كان لدى الطفل دراجة أو أي من الألعاب الأخرى المشابهة ، كالحصان بعجلات الركوب فهناك بعض المواصفات التي يجب إن تتوافر منها إن تكون اللعبة مصنوعة من مادة لا تصدأ ، و غير قابلة للكسر ، و تقاوم الاحتكاك ، و متوازنة عند حركتها ومجهزة للوقوف لتأمين سلامة الطفل .
ولا تنتهي مسوؤلية الأم عند شراء اللعبة بل تتجاوزها الى تنمية قيمة اللعب عند الطفل من خلال تعليمه أن لكل لعبة قيمة معينة وهنا يتم توجيه الطفل لاختيار الألعاب التي تنمي خبرات البناء والتركيب والهدم مع تشجعيه على الإبداع والابتكار .
وتشكو العديد من الامهات من ارتفاع اثمان العاب الاطفال ،ولكن اللعبة لا تقاس بثمنها ،بل تقاس بقيمة الأهداف التي تحققها ولهذا علينا مراعاة ميزانية الاسرة ويفضل ان تزور الام محلات الالعاب دون ان تصطحب طفلها بداية ،وتتطلع على ''كاتالوج ''اللعبة ومواصفاتها ومدى ملاءمتها وسعرها،وقد تختار العابا أساسية واخرى بديلة وتصطحب بعض النشرات معها وتعرضها على الطفل ،لان الاطفال يحبون الصورة الملونة الزاهية ثم تعود مرة اخرى وتوجه طفلها تربويا نحو اللعبة التي تتناسب ومستواه.