..::..قصة قصيدة..::..
سأختار في كل أسبوع قصيدة لأحد شعرائنا الأفاضل, وأدعوه ليروي لنا قصة هذه القصيدة, ويشرح لنا ما الذي أراد توصيله لنا من خلالها.
بعدها أستدعي ثلاثة من إخواننا وأخواتنا الأكارم من أقسام مختلفة, ليعطي كل واحد منهم حكمه, ويخبرنا إن كانت رسالة الشاعر قد وصلت كاملة أم أن "موزع البريد" قد خانه.و من ثم الولوج لاغوار القصيدة من نواحي مختلفة
سنسأل الشاعر عن الشرارة التي أشعلت الفكرة, والشرارة التي أشعلت لحظة الاستثناء: أي لحظة الكتابة.
فكلنا نعلم بأن بين الفكرة واللحظة فاصل زمني يمتد في بعض الأحيان إلى شهور وسنوات. فكل قصيدة, بنت لحدث ولَّد الفكرة (أو الأفكار), والميلاد دائما يكون في اللاشعور, وهناك تتزاوج الافكار الجديدة مع أفكار قديمة, وحين يكتمل التزاوج, ويتحقق الانسجام, تيدأ عملية التخمير التي سرعان ما ستستدعي اللحظة الاستثنائية, ويبدأ النزيف في التدفق حتى آخر فكرة, وآخر كلمة.
أعرف تمام المعرفة بأن بعض القصائد لا يستطيع الشاعر أن يحدد شرارتيها, وغالبا ما يحدث هذا حين تكون القصيدة قد انطلقت من قصاصات, ونتف, ومشاهد وصور, تخزنت في اللاشعور, وحين تنضج تفاجئه اللحظة الاستثنائية, فيصبها دون أن يكترث بشرارتيها. فالرغبة في البوح والتنفيس تكون أشد وطأة من محاولة كشف ما ورائيات النص. لهذا سأجتهد لانتقاء قصيدة لها قصة لا تُنس وإن بعُد تاريخها.