كم هو مدهش ذاك الكائن الغريب الذي نعرفه باسم الماء، إنه ليس مصدرا للحياة فقط ولكنه مصدر غني بالدروس والعبر، عندما نتأمله بإمعان نستطيع أن نفهم قوانين الحياة، ويمكننا أيضا أن نقترب من قوانين النجاح.
يقولون عن الماء إن لديه قوة مدمرة تفوق كل القوى الكونية الأخرى، إلا أنه لا يسلك طريقه دائما بالقوة، فعندما يكون في أوجه هادرا قويا لا يقف أمامه شيء، لكن والأهم أنه عندما يصادف حاجزا صلبا يعيق مساره، لا يعود أدراجه ولا يغير مساره دائما، بل يلجأ للإصرار والمدوامة بصبر لا يهزمه الزمن، يرسم مساره بخطى ثابتة وبصمت ولا يمل من المحاولة الى أن يرسم طريقه في قلب الصخور الصلبة، ولا تعييه الحيلة عندما يكون الحاجز أقسى وأصعب، حيث يلجأ للالتفاف حوله في مجرى هادئ يعرف جيدا ماذا يريد، إلى أن يتحول الحاجز الى فتات تذروه الرياح، فيشق الماء طريقه بنجاح..
ما أحوجنا الى الاستفادة من دروس الماء، ما أحوجنا لصبره وهدوئه وإصراره على المضي قدما..
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 12-14-2010 في 04:23 PM.