غادريني قبل المغيب
قبل تَفتُّح العشب في حقلي الخصيب
غادريني ...
كنتُ أخشى أن أكونَ كما الموج في هذا البحر
أمضي وأركض ثم أنكسر
قرب الشواطئ والرمال
هل أنكسر ؟؟
كي لا تخافي الليل أو صوت البلابل في الصباح
كنتُ أخشى أن أكون أغنيتك الجديدة وأنت تُعدّين الطعام
وأكون وقتك عندما تعتذر عقارب الساعة
ويهجرك النّعاس
وأكون نهارك المهموم في التعب
أو فنجان قهوة الصباح والجريدة اليومية
غادريني قبل المغيب
كي يستريحَ الوقتُ تحت شجرة اللوز
عندما نقرر أن نمزّق أوراق الرسائل
ولا ندفع فاتورة الماء
ولا نشتري قليلا من الوقت
كي نتقاسم ــ كما كنا ــ فنجان قهوتنا
عندما نغيّر تسريحة شعرنا
ونوع العطر المستحب
ولهفتنا حين ننتظر هطول المطر
عندها فقط ..
سنعلم أن تشرين قدّم للشهور استقالته
كنتُ قبل اليوم أحرص أن أسير
في عتمة الليل وحدي
وأن أرقب النجوم في السماء
قرب منزل جدتي
وكنتُ أحرص أن أتابع أخبار الصباح
وما قالت جارتنا العجوز
واليوم ...
خرجتُ عن الرتابة ..ولازمتني فوضى الغياب