والطائرات ُ الحاقداتُ بها اللهبْ جاءت تلاحقُ حُلمنا جاءت لتعلنَ موتنا
في مَطْلَعِ السّنة الجديدةِ في الظلام
والحفلُ كان مضرّجا بدمائنا للكرنفال على جراحي ألف شكرْ الطائراتُ تُصيُبني برصاصها فأنامُ مَيْتاً في الطريقْ وأرى ذراعي في الممرْ وهناك رأسي قرب حانوت الحلاقة قد سَقَطْ وقذيفةٌ أخرى تطارد جارنا فأراه قربي نائما
غزه تسيلُ دموعها ودموعُ غزةَ قاسية غزه فتاةٌ حالمة ... كانت تفكرُ كيفَ تبدأ يومها كانت تغازلها الشواطئُ والرمال غزه الحكايةُ والصبية والبلدْ..
غزه البكاءُ إلى الأبدْ
غزه تحاولُ أن تعيد الورد في تلك الجنائن في الصباح
وتعيدُ ترتيب الحديقة من جديد غزه يداهمها الرصاص بغفلة الحقدِ الدّفينْ فتنامُ مثل بقيّة الفرح المسافر في المدائن والقرى هيا أفيقي يا صبية وارفعي هذي الضفيرةعن دمكْ
حتى يُعانقكِ الرّحيلْ
وكم الضحايا في القطاع !!!؟ يا حلمنا العربيّ ارحل من دمي فالحلمُ ضاع .. وكم الضحايا في القطاع !!!؟ وسفينة العرب التي كنا انتظرناها هنا قد مزقوا فيها الشراع وكم الضحايا في القطاع !!!؟ 100 160 200 الآن أخطئُ في العدد ما عدت أملك في يدي ماعاد يكفي من أصابعَ كي أوافيكم بها ... فالموتُ يلقي ثوبه فوق الأسرّة والجدار بين الكراسي والممرات العتيقة في الحواري الساكنة تحت الدرج ... خلف الحديقة في الأزقّة والبيوت ... فوق الشواطئ والرمال .. في كل بيت .. الموتُ حلَّقَ فوقَ غزة عاريا غزة الحكايةُ والروايةُ والقصيدة والدّموعْ غزةالمنافي والحصار غزة الشهادةً والرحيل غزة البكاء على الجراح غزةالدماء على الرمال غزة أفيقي من جراحك والعني كلَّ الغُزاة فغداً سنعلنُ في منازلهم حدادا دائما وغداً سنلبسهم سوادا فاحما يا جرحي المشنوق في كبدي متى سأراك تهجرني وتمضي عن دمي يا حزنُ غادرني قليلا أو تنحّى جانبا
غزة تُسائلني البلابلُ فوق غصن حديقتي من يا ترى فينا القتيل أطفالنا ونساؤنا وشبابنا يتسابقون إلى الرحيل غزة عروس الكرنفال وحكايةٌ فوق الرمال وصبيّةٌ كانت تفكرُ كيف تبدأ يومها ومدينة كانت ككل مدينة تهوى الحياة لكنَّ غزَةَ ذنبها وجه الهوية والوجود
الوليد 28/12/2008
ـــ أنشرها في هذا اليوم مع الذكرى الثانية للهجمة الوحشية التي استهدفت قطاع غزه الصابر .
وأرفعها إلى قامة شهداء غزه وشهداء الأمة.