على جمر الفتنة ناديت يا نيل هل تجري المياه دماً لكي تفيض و يصحو الأهل إن نودوا أمل دنقل مصر ..........تلك السمراء التي اعتادت أن تزين البحر و الصحراء ، و تتهادى بخيلاء حسنها السحري أمام الحواضر و الركبان . مصر ......... تلك الأرض العذبة التي تحوي كل ذرة تراب منها ألف تسبيحة للخالق الأعظم ، و ألف ترنيمة للإله الواحد . مصر ......... على ذراها الحب و الصدق و الإيمان ، فلمَ ..... لمَ يستجيب أبناؤها لمزمور الشيطان و صفيره الصامّ للآذان . لمَ تقف أشباح الظلام لتعوي فيسعى وراءها خلق كثير يعلمون أنهم يتبعونها إلى صحارى الهلاك لا إلى وادي الخلاص . لمَ يستمع أولئك لغربان الشؤم و يبصقون على حمامات السلام ؟؟؟؟؟؟؟ لمَ يا أبناء الكنانة؟؟؟؟؟ لمَ يا من كنتم دوماً فخرنا و حبنا و عزنا ؟؟؟؟؟؟؟؟ أمن أجل ذئب عوى هناك ، و كلب نبح هنا ، نخسر كل ماضينا و تراثنا و إخائنا ومستقبلنا ؟؟؟؟؟؟؟؟ هل نخسر ليل القاهرة ، وغروب الإسكندرية ، وصباح الصعيد ، لأجل نهيق من قبرص و شحيج (1) من أمريكا و قباع(2) من أوربة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ مصر أغلى يا شعب مصر . و النيل كان دوماً ملهم الشعراء ، و راحة نفس الأدباء ، فلا تتركوه يغدو يوماً مقبرة أشلاء . تشبيه فظيع .......... لكن يا شعب مصر إن لم نكف عن السماع لكل ناعق و كل صارخ ، فذاك هو المصير .... إن لم يكن ما هو أقسى منه . مصر .......... حماك الله ...... حماك الله .......... حماك الله (1) الشحيج : صوت البغل (2) القباع :صوت الخنزير
الأديب هو من كان لأمته و للغتها في مواهب قلمه لقب من ألقاب التاريخ إمام الأدب العربي مصطفى صادق الرافعي