أي الوجوم على محيّاك الجميل ؟؟
متسامح النظرات بادي اللمح في الطرف البليل
ماذا يجيش بصدرك الطفل الصغير؟ ألا تقول؟
إني ـ ـ ـ ـ
إنّي لأعلم إن سألتك لا تجيب
ستظلّ في الصمت الكئيب
متكتم الخلجات في عينيك طيف كالشعاع لدى المغيب
قل ما تشاء فكلّ قول منك ذو وقع على سمعي حبيب
قل أيَّ شيئ واترك الصمت الكئيب
فبكل حرف نغمة تشدو ومزمار طروب
فلأنت ضوءٌ شعَّ في جنبيَّ في ليل الخطوب
ولأنت نبع فجّر السلسال والآمال في القلب الجديب
ولأنت ذكرى عن خيالي لا تغيب
ولأنت عزم يستردُّ لي الشباب وقد تولى العمر واشتعل المشيب
*************************
أتزورني ما أجمل الساعات إذ يلقى الأب المشتاق زائره الوليد
ما أهنأ اللحظات حين تطلُّ كالأمل السعيد
وتمدّ في خفر يديك وتقبّل الكف التي تحنو عليك
وتشع آمال الحياة بمقلتيك
*************************
حدث أباك عن الربوع عن المنازل والديار
عن عشك الهاني وعن ضحكات إخوتك الصغار
تستيقظون مع النهار كأنكم بسمات لؤلؤة النهار
وتغازلون الورد والطير المحلّق حيث حطَّ وحيث طار
وتصارعون الريح عابثة بأذيال مشعّثة قصار
والأوجه السمر التي حيناً يعفِّرها ... الغبار
فيعود حلواً باسم الذرات يشرق كالنضار
*************************
حدِّثه عن ألعابك الهوج التي تلهو بهنَّ مع الصحاب
عن مرتعٍ يمتدُّ أحياناً إلى وقت الغياب
حدّثه عن قلم الرصاص عن المداد عن المحابر والكتاب
وعن الدفاتر عن خطوط الرسم عن درس القراءة والحساب
وعن الحقيبة والوظيفة والعتاب من المعلم والعقاب
وعن النقود تعدُّها جذلاً لتشتري الجديد من الثياب
*************************
حدِّث أباك إذا نهضت من الفراش وحان للدرس الذهاب
ومضيت منطلقاً عزوف النفس عن ذوق الطعام أو الشراب
تجري فلا يثنيك لسع البرد أو يبقيك منهلُّ السَّحاب
حدّث أباك فلا يملُّ السمع ما أحلى الحكايات العِذاب
حدّثه لا تطرق خجول الطرف مختنق الجواب
لا ترسل النظرات غائمة كأطياف المغيب
لا تمضي في الصمت الكئيب
حدّث أباك فكل ما تلقيه من قول على سمعي حبيب
في كلِّ حرفٍ نغمةٌ تشدو ومزمار طروب