كيف يتعامل الشريف الرضي مع أصدقائه اقرأ القصيدة مرات عديدة محاولا التغلغل إلى كل ما خفي من معانيها فهي من عيون الشعر العربي وكَمْ صَاحِبٍ كالرّمحِ زَاغَتْ كعوبُهُ = أبَى بَعدَ طُولِ الغَمزِ أنْ يَتَقَوّمَا تَقَبّلْتُ مِنْهُ ظَاهِراً مُتَبَلِّجاً = وَأدْمَجَ دُوني بَاطِناً مُتَجَهّمَا فأبدَى كرَوْضِ الحَزْنِ رَقّتْ فرُوعُه = وَأضْمَرَ كاللّيلِ الخُدارِيّ مُظلِمَا وَلَوْ أنّني كَشّفْتُهُ عَنْ ضَميرِه = أقَمتُ عَلى مَا بَيْنَنَا اليَوْمَ مَأتَمَا فَلا باسِطاً بالسّوءِ، إنْ سَاءَني، يداً = وَلا فَاغِراً بالذّمّ، إنْ رَابَني، فَمَا كَعُضْوٍ رَمَتْ فِيهِ اللّيَالي بفَادِحٍ = وَمَنْ حَمَلَ العُضْوَ الأليمَ تَألّمَا إذا أمَرَ الطِّبُّ اللّبِيبُ بِقَطْعِهِ = أقُولُ عَسَى ضَنّاً بِهِ، وَلَعَلّمَا صَبَرْتُ عَلى إيلامِهِ خوْفَ نَقصِهِ = وَمَنْ لامَ مَن لا يَرْعوِي كانَ ألوَمَا هيَ الكَفّ مَضٌّ تَرْكُها بَعدَ دائِها = وَإنْ قُطِعَتْ شانَتْ ذِرَاعاً وَمِعصَمَا أرَاكَ عَلى قَلبي، وَإنْ كنتَ عَاصِياً = أعَزَّ مِنَ القَلْبِ المُطيعِ وَأكْرَمَا حَمَلتُكَ حَملَ العَينِ لَجّ بها القذى = وَلا تَنجَلي يَوْماً وَلا تَبلُغُ العَمَى دَعِ المَرْءَ مَطْوِيّاً على ما ذَمَمْتَهُ = وَلا تَنشُرِ الدّاءَ العُضَالَ فتَنْدَمَا إذا العُضْوُ لَمْ يُؤلِمْكَ إلاّ قَطَعتَهُ = عَلى مَضَضٍ لمْ تُبقِ لحماً، وَلا دَمَا وَمَنْ لمْ يُوَطّنْ للصّغيرِ مِنَ الأذَى = تَعَرّضَ أنْ يَلْقَى أجَلّ وَأعظَمَا