دراسة نقدية لقصيدة (أعلن الحب تحتل القلوب)للشاعرعواد الشقاقي\وطن النمراوي
مرحبا للجميع
مرحبا أستاذي الفاضل عواد
هنا رؤيتي و قراءتي البسيطة للقصيدة عسى أن أوفق بها
(أعلن الحب تحتل القلوب)
عنوان اللقطة التمثيلية التي أثرت في شاعرنا و حاول أن يوصلها عن طريق قصيدته فاختار المقطع الأول من العنوان (أعلن الحب) مكتفيا بحالة إعلان الحب في العنوان ؛ و لا ضير فإن الشاعر سيقول ما يقول لتحتل كلماته القلوب...
-بدأها أستاذي عواد بأبيات شعر تتحدث عن رحلة أيامه :
بَلَغتْ بيَ الأَيامُ فـي مَسراهـا
في رحلة العمر القسيِّ مَداهـا
يوماً وقد سُلَّتْ قوايَ بحسرتـي
مما لَقيـتُ بهجرهـا وشَناهـا
والقلبُ مرميٌّ بقارعـةِ المُنـى
شِلواً، وروحيَ بالهوى قد تاها
والشهدُ في عذب ابتسامات الدُّنا
أضحى بدمعي علقمـاً لجفاهـا
-حتى وصلت به لتلك الليلة بعد أن ذاق ما لا يسر قلبه في رحلة أيامه في الدنيا فهو من سلت الحسرة قواه بسبب هجرها و قلبه ما عاد سوى شلو و لا يملك سوى الأمنيات و روحه بالهوى قد تاه، حتى الشهد في ابتسامات الدنيا صار يجده بطعم العلقم لجفاها.
-و بعد هذا التقديم يصل بنا إلى تلك الليلة و بينما السكون يستولي على المكان و جفناه قد تثاقلا من النعاس سمع هاتف اهتز له الفضاء و مادت به الأرض ؛ صوت جميل كالناي أتاه يدعوه للدخول إلى الخلود :
في ليلةٍ رانَ الفضاءَ سكونُهـا
وجوارحي رقَدَتْ على مُضناها
حالَ الخلائقِ إذ أوَتْ لسكينـةٍ
بعد التنابُذِ فـي أديـم فضاهـا
وشعرتُ عينيَ قد تثاقلَ جَفنهـا
وأحلَّ عن نفسي الإسارَ عناها
واهتز من حولي الفضاءُ بهاتفٍ
والأرضُ مادت والسَّنا يغشاها
صوتٌ دعاني للخلـودِ حَنينُـهُ
كالنَّاي يعزفُ للحيـاة بَهاهـا
-فرح الشاعر فوثب مدفوعا بقوة سحر ليدخل الجنة هذي :
فوثبتُ مدفوعاً بقـوةِ سحـرهِ
ووجدتُني في روضـةٍ ياواهـا
-فيكرس هنا سبعة أبيات شعر(بمقام قصيدة كاملة) في وصفها :
هيَ جنَّةُ الخُلدِ الإلـهُ أجادهـا
نوراً على نورٍ، هوىً سَوّاهـا
ورواسمُ الأنهار بيـنَ حقولِهـا
كونٌ أثيـريُّ الخيـالِ رُؤاهـا
ومواكبُ الأطيار مثل سحابـةٍ
بيضاءَ تندى في عبير هواهـا
ومنَ العَذارى قد حُفِفتُ بظلِّهـا
وقد ارتدينَ منَ الجمالِ سَناهـا
يُنشدنَ تسبيحاً بعطـر محبَّـةٍ
وملائكٌ تحنـو لقُـدسِ غِناهـا
وعبيرُ أبخرةٍ يضـوعُ سعـادةً
وجلالُ لُقيـا والهَنـا وشّاهـا
ووجدتُ ما لا عينَ إنسيٍّ رأت
منها ولا قلبـاً أتـى مَغناهـا
-ثم يحدثنا عمن التقاها و دعته ليعود لبني البشر و ينصحهم واعظا :
وقد انبرتْ بينَ الغصونِ مليكةٌ
قامتْ على عرشٍ كلمع ضياها
وبنظرةٍ منهـا تَنـمُّ مضاضـةً
قالت: حَبوتُكَ للحيـاةِ حُلاهـا
قمْ أيُها الإنسيُ واسلُكْ مرتعـي
وارغبْ بجنسِكَ أنْ يهيمَ سَفاها
أبلغْ بني الإنسانِ عنّيَ واعظـاً
ولقد وهبتُهُـمُ الدُّنـا ومُناهـا
-و هنا وجدت في عجز البيت الأخير ما يعنيه الشاعر بهذه الملكة فيقول عن لسانها : (و لقد وهبتهم الدنا و مناها) .
فيجمل ما أبلغته ليوصلها مواعظ و حكما لبني جنسه في خمسة أبيات شعر فيقول :
لا تُهرقوا كأساً، وقد أترعْتُهـا
رَوحاً، بجهلٍ لا يسِيغُ هَناهـا
فتثوبُ يمْلؤُها الظلامُ من الأسى
ولَتجرَعنْ صِرفاً مُدامَ أساهـا
قُلْ إنَّ مملكةً وقد كتبَ القضـا
فيها على صفوِ الودادِ حَياهـا
هيَ غابةُ الأحلامِ ليسَ يؤمُّهـا
من ليسَ موسوماً بوسمِ هَواهـا
قمْ إنَّ دنيـا بالوئـامِ ترودُهـا
أعلنْ عنِ الحبِّ الطهورِ هُداها
-و هنا و ليسمح لي الشاعر – كرما – بملاحظة :
أدعو أستاذي عواد لمراجعة البيت الأخير فكأن عجزه لا يتم معنى صدره بغياب خبر (إن)
و لا أرى- إن رأى شاعرنا - في (هداها) خبرا ليتم معنى الصدر...
و لو كان قد أبدل الفعل و حرف الجر (أعلن عن) بـ : (أبقى من) أو (أغلى من) أو (أسمى من)... إلخ
فربما سيتوضح المعنى أكثر ؛ (أبقى من الحب الطهور هداها).
-ثم يختم الشاعر قصيدته عندما وجد نفسه بعد هذه الزيارة على ظهر حلم يردد مع نفسه (أعلن عن الحب الطهور هداها) :
-و هنا أيضا ليسمح لي شاعرنا بسؤال :
هل للتأكيد على فحوى القصيدة أعدت عجز البيت الأخير مرة أخرى بعد بيت واحد فقط لتختم به القصيدة.
-انتهت قراءتي للقصيدة و لكن ؛ هل أوصل لي شاعرنا المبدع فكرته عن طريق القصيدة ؟
-ليس تماما كما قرأت في القصة، لأنه ربما قد ركز على وصف المكان الذي كان به في حلمه بعد مقدمة بخمسة أبيات ؛ وصف بها حاله، ثم قدم لنا الملكة بأربعة أبيات، و خصص خمسة أبيات فقط من مجموع 28 بيت لينقل الفكرة عن لسان الملكة، هذا غير أن ما أراد قوله قد جاء في بيت شعر لم يتم معناه تماما في البيت قبل قبل الأخير و لكنه جاء تاما في خاتمة القصيدة فرددت شفاهه : (أعلن عن الحب الطهور).
-هذا ما وجدته في قصيدة أستاذي الشاعر عواد الذي قرأت له الكثير من القصائد الجميلة و التي وجدت فيها إمكانيات شاعرنا أكثر بكثير من هذه القصيدة في إيصال المعنى و الغاية من قصيدته...و هذا يوصلنا إلى ما نعرفه جميعا عن الشاعر : ليس بالضرورة أن تكون أحلى قصائده هي أحبها إليه فغالبا ما يحب الشاعر القصيدة التي لها مناسبة هي الأقرب إلى نفسه و قلبه من غيرها...
و المعذرة من أستاذي عواد إن كان في رأيي الشخصي بالقصيدة ما يبخسها حقها و خصوصا بعد أن عرفت معاناته كثيرا حتى خرجت هذه القصيدة إلى النور...
و لكن الموضوع الذي طرحه أستاذي عدي و الفكرة منه تحتم علي أن أقول هل أوصل أستاذي عواد الفكرة أو لم يفعل ؟ و لأحكم على أمانة ساعي البريد – القصيدة - في إيصال ما بحوزته للمرسل إليه...
فجاء جوابي بناء على قراءتي لها و ربما غيري لهم قراءة أخرى لهذه الجميلة.
تحياتي لك أستاذي الفاضل عواد
تحياتي للجميع.
و شكرا مرة أخرى لأستاذي عدي لأنه اختارني كي أكون ضمن اللجنة فتشرفت بمصافحة قصيدة أستاذي عواد.
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 01-10-2011 في 01:42 PM.