دراسة نقدية لقصيدة (أعلن الحب تحتل القلوب)للشاعرعواد الشقاقي\شروق العوفير
القصيدة كما لاحظت خطرات شاعر رقيق يستهويه الخيال ومن النص نستنشق الظرف الذي قيلت فيه وماتثيره من احاسيس ومارسمته من صور يزيد من قيمتها ويضمن لها بعدا أدبيا رائعا .
جاءت المقدمة التمهيدية التي تصف حالة الهجر والحسرة والتمني بغية ان يستقطب الشاعرانتباه القارئ او السامع لما سيملي عليه ويقدمه بين يديه ولعل هذا من المثير في القصيدة.
بَلَغتْ بيَ الأَيامُ فـي مَسراهـا
في رحلة العمر القسيِّ مَداهـا
يوماً وقد سُلَّتْ قوايَ بحسرتـي
مما لَقيـتُ بهجرهـا وشَناهـا
والقلبُ مرميٌّ بقارعـةِ المُنـى
شِلواً، وروحيَ بالهوى قد تاها
والشهدُ في عذب ابتسامات الدُّنا
أضحى بدمعي علقمـاً لجفاهـا
والشاعر في انغماس من الشرود وانشغال البال يستبد باهتمامه هاتف يسحبه ليحلق معه في جنة الخلد حرص الشاعر ان نلمس الجو الذي عاشه في هذه اللحظات باسلوب واضح سلس قوي التاثير.
واهتز من حولي الفضاءُ بهاتفٍ
والأرضُ مادت والسَّنا يغشاها
صوتٌ دعاني للخلـودِ حَنينُـهُ
كالنَّاي يعزفُ للحيـاة بَهاهـا
فوثبتُ مدفوعاً بقـوةِ سحـرهِ
ووجدتُني في روضـةٍ ياواهـا
كان الشاعر وصافا يقظ الشعور دقيق الملاحظة شديد الانتباه بحيث استطاع ان ينقل القارئ راضيا
او كارها الى عالم ملؤه احلام زاهية ونظرة لاترى الا الحس الراقي والبديع الفائق.
هيَ جنَّةُ الخُلدِ الإلـهُ أجادهـا
نوراً على نورٍ، هوىً سَوّاهـا
ورواسمُ الأنهار بيـنَ حقولِهـا
كونٌ أثيـريُّ الخيـالِ رُؤاهـا
ومواكبُ الأطيار مثل سحابـةٍ
بيضاءَ تندى في عبير هواهـا
ومنَ العَذارى قد حُفِفتُ بظلِّهـا
وقد ارتدينَ منَ الجمالِ سَناهـا
يُنشدنَ تسبيحاً بعطـر محبَّـةٍ
وملائكٌ تحنـو لقُـدسِ غِناهـا
وعبيرُ أبخرةٍ يضـوعُ سعـادةً
وجلالُ لُقيـا والهَنـا وشّاهـا
ووجدتُ ما لا عينَ إنسيٍّ رأت
منها ولا قلبـاً أتـى مَغناهـا
و صور لنا الشاعر سويعات الهناء التي تذوقها في كون اثيري الخيال نعم فيه بقرب مليكة
اصطفته واعظا لبني جنسه حاملا راية اعلان الحب وكذلك الهمته هذه التحفة الادبية الرائعة
وقد انبرتْ بينَ الغصونِ مليكةٌ
قامتْ على عرشٍ كلمع ضياها
وبنظرةٍ منهـا تَنـمُّ مضاضـةً
قالت: حَبوتُكَ للحيـاةِ حُلاهـا
قمْ أيُها الإنسيُ واسلُكْ مرتعـي
وارغبْ بجنسِكَ أنْ يهيمَ سَفاها
أبلغْ بني الإنسانِ عنّيَ واعظـاً
ولقد وهبتُهُـمُ الدُّنـا ومُناهـا
لا تُهرقوا كأساً، وقد أترعْتُهـا
رَوحاً، بجهلٍ لا يسِيغُ هَناهـا
فتثوبُ يمْلؤُها الظلامُ من الأسى
ولَتجرَعنْ صِرفاً مُدامَ أساهـا
قُلْ إنَّ مملكةً وقد كتبَ القضـا
فيها على صفوِ الودادِ حَياهـا
هيَ غابةُ الأحلامِ ليسَ يؤمُّهـا
من ليسَ موسوماً بوسمِ هَواهـا
قمْ إنَّ دنيـا بالوئـامِ ترودُهـا
أعلنْ عنِ الحبِّ الطهورِ هُداها
والأرضُ مادت والفضاءُ بنشوةٍ
ووثبتُ هيمانـاً بقـدسِ نِداهـا
وشفاهيَ الظمأى تردِّد صبـوةً
أعلنْ عنِ الحبِّ الطهورِ هُداها
ونخرج بخلاصة :
ليست الحياة حرب دائمة مستمرة على الانسان ان يخوضها بما يستطيع من حزم
وحيطة وحذر حتى لاينهزم الحياة حب وابتسامة وصدق ولكن صعب ان نجد
ما نصبو اليه في الواقع ويكفي ان نعيشه في الخيال .
استاذي عواد الشقاقي استاذي عدي شتات
هذه قراءتي للقصيدة وتقبلوها مني جميعا لاني لست الا تلميذة تنهل
من نبعكم المتدفق وشكرا لاختياري ضمن اعضاء اللجنة.
تحياتي وتقديري لكم
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 01-10-2011 في 01:45 PM.