1- "إعراب القرآن"لأبي الحسن سالم بن الحسن بن إبراهيم الخازمى
"وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطًا أمما" فأوقع الجمع بعد "اثنتى عشرة"، والذي في الكتاب هو أن يفسر هذا العدد بالمفرد كما جاء من نحو " أحد عشر كوكبا" و" اثنا عشر شهرا".
ووجه الآية أن"أسباطا" بدل من "اثنتي عشرة" وليس تمييزا، والمميز محذوف والتقدير" اثنتى عشرة فرقة".
2- "التبيان في إعراب القرآن" للعكبري
قوله تعالى: (وقطعناهم اثنتى عشرة) فيه وجهان:
أحدهما أن قطعنا بمعنى صيرنا فيكون {اثنتي عشرة} مفعولا ثانيا، والثانى أن يكون حالا أى فرقناهم فرقا. و {عشرة} بسكون الشين وكسرها وفتحها لغات قد قرىء بها. و{أسباطا} بدل من اثنتي عشرة لا تمييز؛ لأنه جمع، و{ أمما} نعت لأسباط أو بدل بعد بدل، وأنث "اثنتي عشرة"؛ لأن التقدير "اثنتي عشرة أمة".
3- الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي
قوله تعالى: {وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ}: الظاهر أن"قطعناهم" متعدٍّ لواحد؛ لأنه لم يُضَمَّنْ معنى ما يتعدى لاثنين، فعلى هذا يكون"اثنتي" حالًا من مفعول"قطَّعناهم"، أي: فَرَّقْناهم معدودِين بهذا العدد. وجوَّز أبو البقاء أن يكون "قَطَّعْنا" بمعنى صَيَّرنا وأن"اثنتي" مفعولٌ ثانٍ، وجزم الحوفي بذلك.
وتمييز"اثنتي عشرة" محذوف؛ لفهم المعنى تقديره: اثنتي عشرة فرقة. و"أسباطًا" بدل من ذلك التمييز.
وإنما قلت: إن التمييز محذوف، ولم أجعل"أسباطًا" هو المميِّز لوجهين:
أحدهما: أن المعدودَ مذكرٌ؛ لأن أسباطًا جمع سِبْط، فكان يكون التركيبُ اثني عشر.
والثاني: أن تمييز العدد المركب وهو من أحد عشر إلى تسعة عشر مفرد منصوب، وهذا كما رأيت جمعٌ.
وقد جعله الزمخشري تمييزًا له معتذرًا عنه فقال: "فإن قلتَ: مميِّز ما عدا العشرةَ مفردٌ فما وجهُ مجيئه جمعًا؟ وهلا قيل: اثني عشر سِبْطًا. قلت: لو قيل ذلك لم يكن تحقيقًا؛ لأن المرادَ: وقطَّعْناهم اثنتي عشرة قبيلة، وكلُّ قبيلة أَسْباط لا سِبْط، فوضع أسباطًا موضع قبيلة. ونظيرُه:
2315- بين رماحَيْ مالكٍ ونَهْشَلِ
قال الشيخ:"وما ذهب إليه من أن كل / قبيلة أسباط خلافُ ما ذكره الناس؛ ذكروا أن الأسباط في بني إسرائيل كالقبائل في العرب، وقالوا: الأسباط جمع [سبط] وهم الفِرَق، والأسباط في ولد إسحاق كالقبائل في ولد إسماعيل. ويكون على زعمه قولُه تعالى: {وَمَآ أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ} معناه: والقبيلة.
وقوله: وهو نظير قوله"بين رماحَيْ مالك ونهشل"- ليس بنظيره؛ لأن هذا من باب تثنية الجمع، وهو لا يجوز إلا في ضرورة، وكأنه يشير إلى أنه لو لم يُلْحَظْ في الجمع كونُه أريد به نوعٌ من الرماح لم تَصِحَّ التثنية، كذلك هنا لُحِظ في الأسباط وإن كان جمعًا معنى القبيلة، فَمُيِّزَ به كما يُمَيَّزُ بالمفرد".
وقال الحوفي:"يجوز أن يكونَ على الحَذْف، والتقدير: اثنتي عشرة فرقةً أسباطًا، ويكون"أسباطًا" نعتًا لفرقة، ثم حُذف الموصوفُ وأقيمت الصفة مُقامه وأمم نعتٌ لأسباط، وأنَّث العددَ وهو واقعٌ على الأسباط وهو مذكر وهو بمعنى فرقة أو أمة كما قال:
2316- ثلاثة أنفس......... *..................
يعني رجلًا. [وقال:]
2317-................ عشرُ أَبْطُنْ *................
بالنظر إلى القبيلة. ونظيرُ وصفِ التمييز المفرد بالجمع مراعاةً للمعنى قول الشاعر:
2318- فيها اثنتان وأربعون حَلوبةً * سُودًا كخافيةِ الغراب الأَسْحَمِ
فوصف"حلوبة" وهي مفردةٌ لفظًا بـ"سُوْدًا" وهو جمع مراعاةً لمعناها؛ إذ المرادُ الجمع".
وقال الفراء: "إنما قال: "اثنتي عشرة"، والسِّبط مذكر؛ لأنَّ ما بعده أممٌ، فذهب التأنيث إلى الأمم، ولو كان اثني عشر لتذكير السبط لكان جائزًا".
واحتجَّ النحويون على هذا بقول الشاعر:
2319- وإنَّ قريشًا هذه عشرُ أبطنٍ * وأنت بريءٌ من قبائلها العشرِ
ذهب بالبطن إلى القبيلة والفصيلة، لذلك أنَّث والبطن ذَكَر.
وقال الزجاج: "المعنى:"وقَطَّعناهم اثنتي عشرة فرقةً أسباطًا، من نعتِ فرقة كأنه قال: جَعَلناهم أسباطًا وفَرَّقْناهم أسباطًا". وجوَّز أيضًا أن يكون"أسباطًا" بدلًا من"اثنتي عشرة" وتبعه الفارسيُّ في ذلك.
وقال بعضهم: "تقدير الكلام: وقطعناهم فرقًا اثنتي عشرة، فلا يُحتاج حينئذٍ إلى غيره. وقال آخرون: جَعَل كلَّ واحد من الاثنتي عشرة أسباطًا، كما تقول: لزيد دراهم، ولفلان دراهم ولفلان دراهم، فهذه عشرون دراهم، يعني أن المعنى على عشرينات من الدراهم. ولو قلت: لفلان ولفلان ولفلان عشرون درهمًا بإفراد "درهم" لأدَّى إلى اشتراك الكل في عشرين واحدة والمعنى على خلافه.
وقال جماعة منهم البغوي: "وفي الكلام تقديمٌ وتأخير تقديرُه: وقطعناهم أسباطًا أممًا اثنتي عشرة". وقوله: {أُمَمًا}: إمَّا نعتٌ لأسباطًا، وإمَّا بدل منها بعد بدل على قولنا: إن أسباطًا بدلٌ من ذلك التمييزِ المقدر. وجَعَلَه الزمخشري أنه بدل من اثنتي عشرة قال: "بمعنى: وقَطَّعناهم أممًا؛ لأن كل أسباط كانَتْ أمةً عظيمة وجماعة كثيفة العدد"، وكلُّ واحدة تَؤُمُّ خلافَ ماتَؤُمُّه الأخرى لا تكاد تأتلف" انتهى. وقد تقدَّم القول في الأسباط.
وقرأ أبان بن تغلب"وَقَطَعْناهم" بتخفيف العين، والشهيرةُ أحسنُ؛ لأنَّ المقامَ للتكثير، وهذه تحتمله أيضًا. وقرأ الأعمش وابن وثاب وطلحة ابن سليمان"عَشِرة" بكسر الشين، وقد رُوي عنهم فتحُها أيضًا، ووافقهم على الكسر فقط أبو حيوة وطلحة بن مصرف. وقد تقدَّم تحقيق ذلك في البقرة، وأن الكسرَ لغةُ تميم والسكونَ لغةُ الحجاز.
4-"معانى القرآن" للأخفش
وقال: {اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا} أراد اثنتي عشرة فرقة، ثم أخبر أن الفرق أسباط ولم يجعل العدد على الأسباط.
5- "معانى القرآن" للفراء
وقوله: {وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ...}
فقال: اثنتى عشرة والسِبط ذكر؛ لأن بعده أمم، فذهب التأنيث إلى الأمم. ولو كان (اثنى عشر) لتذكير السبط كان جائزا.
6- "الجدول في إعراب القرآن" محمود بن عبد الرحيم صافي (المتوفى : 1376هـ)
"وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطًا أُمَمًا" (الواو) استئنافيّة (قطّعنا) فعل ماض مبنيّ على السكون و(نا) ضمير فاعل و(هم) ضمير مفعول به (اثنتي) حال منصوبة من ضمير الغائب في (قطّعناهم)، وعلامة النصب الياء، (عشرة) جزء عدديّ لا محلّ له، (أسباطا) بدل (من اثنتي) عشرة منصوب مثله (أمما) بدل من (أسباط) منصوب مثله- أو نعت له.
7- "إعراب القرآن وبيانه" للدكتور محيي الدي ن درويش
(وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطًا أُمَمًا) الواو عاطفة، و"قطعناهم" فعل وفاعل ومفعول به، و"اثنتي عشرة" حال من مفعول قطعناهم، أي: فرقناهم معدودين بهذا العدد. وجوز الزمخشري وأبو البقاء أن يكون "قطعناهم" بمعنى صيرناهم، فيكون اثنتي عشرة مفعولا به ثانيا، و"أسباطا" بدل من اثنتي عشرة، أي فرقة.
قال أبو إسحاق الزّجاج: ولا يجوز أن يكون تمييزا؛ لأنه لو كان تمييزا لكان مفردا، و"أمما" بدل من «أسباطا» ، فهو بدل من البدل وهو الأسباط.