ثملٌ أنت أيها الليل المدلل وسكرى هي نجومك التي جاءت تحمل النور في عرباتها وتسبح معك في بحيرة الحسن والجمال
وسكارى هؤلاء الشعراء الذين اصطفوا منك عسل مفرداتهم وراحوا يعبئون كؤوساً من الحنين صافيات
سكرى هم حجيجك أيها الليل المقدس الذين طافوا حول بدرك الذي يشق العباب كسفينة بيضاء تمخر في عباب المحيطات
لتصل بالحجيج إلى شاطي الأمان
ثملٌ أنا أيضاً مع حقول القمح التي تتراقص في مقامات العتابا والميجنا
وثملةٌ أيضاً تلك السنابل التي تمد أعناقها لتظفر بقطرتين من الندى تصبهم مداداً في يراع شاعر لتصبح الأرض قصائداً كلماتها النجوم وأحرفها النور يأتي الصباح لينثرها على مسامع المستيقظين وينثر شذاها على حقول الياسمين فتزهر الحقول ويبتسم العبير
أبو هاشم