عادت إلى البيت في منتصف الليل، بهدوء تفتح باب المنزل ثم باب غرفتها حريصة ألا تشعر أحدا بدخولــها، توقفت قليلا في جمود لتتحسّس أصوات النائمين، أبوها أمهّا وأخوها الكبير ولم تنسى حتى أختها الصغيرة 'هيفاء' تأكدت من أن الجميع غارق في نوم عميق قبل أن تغلق باب غرفتها وقد دخلت..
ارتمت على سريرها بقوة مستسلمةً باكية، منزعجة من رائحة المُسكر التي تفوح منهـا ومن روائح السجائر التي تشربتها ثيابُها بعد أن شبِعها الجوف..
لكن لماذا الدموع يا 'هندُ' ؟ تسأل نفسها وتصبّرهــا أن ما وقع شيء عادي وأنه يقع كل ليلة مع زميلاتهـا في الجامعة، تضيفُ -وكأن نفسها لم تقتنع بكلامها-: إنه يحبّني وإنّي أرى ذلك في بريق عينيه، بعد أن نتخرج مباشرة سيتقدم لخطبتي ونتزوّج وننشيء بيتـًا وأولادًا و... غلبتها الدموع مرة أخرى..
إنّ مشاهد الخلوة به في تلك الغرفة المظلمة لا تفارق ذهنها، لا تستطيع أن تستوعب أو أن تعيش مع نفسهـا بعد أن سلّمتها له على طبق من ذهب لا بل على سريرٍ من خشب، كانت في لحظات انهزام وانكسار لقواهــا، فأفيون الحبّ أضعفهــا قبل أن يُضعفها غيرُه ممّا شربته أو استنشقته..
لتستيقظ في هذا الصباح وقد فاتها موعد المحاضرة، تستيقظ هي لكن لم تستيقظ عُذريتها -ككل مرّة- ولا تنبهر المرآة من براءتها ولا الصبح الجميل يَرقبُ حركاتها ولا النسيم يغار من رحيقهــا،..
وبعد 9 أشهر من تلك الليلة، وضعت 'هند' ابنها المظلوم، وخلف الباب أمّها وأبوهـا المكلوم، أخوها أختها الصغيرة وصديقتُها، الكلّ كان هناك إلا أبُو الوليد الذي اختارت له أمّه بعد ذلك إســم "حنظلة"..
(مجرّد محاولة أحببتُ أن أسمع آراءكم فيهـا)
الأمازيغي
التوقيع
ليت شعري كيف البلاد وكيف الـ // إنس والوحش والسما والماء
طال عهدي عن كل ذلك وليلي // ونهاري في مقلتي سواء
ليس حظي من البسيطة // إلا قدر قبر صبيحة او مساء
آخر تعديل به الأمازيغي يوم 01-23-2011 في 09:26 AM.