نور أنت أم سراب ...!!؟
لمَاذا عِنْدَما أكون قريبَة منكَ أشعُر بِبُعد المَسَافَة بينَنَا أكثَر ,, وأنَّ الكَلِمَات فَرِِِغَت مِن مَعَانِيها ,,وتسَاقطَت مِن الحُروفِ نَبْض المَشَاعر ,, والسَّمَاء لَم تعد تُمْطِر حكمة تداعب مَا أخْفَينَاه خَلْف سِتَار تَفَنَّنَا بنَقْشِه بِأنَامِل الوَجَع ,, على كَتفِ الهُمُوم أرخَت المَعَاني ارتِسَامَات مُتَنَاقَضَة َتَسَلَلت لِبَتَلاَت اللِّقَاء ,, تَعْبَثُ بِمسَاحَات الفَرَح ,, وتَروِي بِسَخَاء أرض الأَلَم ,, ضَبَاب كثيف ينتَشِر بينَنَا يُغَطِي قَامَة الأمَل ,, يُحَوِل الأحلاَم البَريئَة المُتنَاثِرة عَلَى أورَاق اليَاسَمِين إلى كَوابيس نَدم ,, تُرمِّد ليلاً مُغَمَسًا بِالوَلَهْ ,,
تُشَاكِسُنِي بحُب ,, تُداعِب أوتَارا تعَودتَ العَزف عَليْها ,, تَبْدأ { برسَالَة من تحت المَاء } وتنتهي بـ { ح ودعَك },, تُهدهِد مَرايا الشَّوق ,, و تَرسُم الحُبَّ عَلى وجْهِ الشُّهب ِ,, بمَشَاعِرِ امتطت أرجُوحَة المد والجزر ,, تُهَاجم رِمَالاً مُتحَركَة ,, تناقضَات الإحسَاس تَذبُل بين جَليد الثَّلج ولَهِيب يَحرق الأعصَاب ,, تَسْرقُ ابتسَامَات لم تَكَد تََسْكن الشِّفَاه ,, ورمَاد لم يكد يستَعيد وهجَه بعد ,,
لا أعلم من أين أتيت بهذه القسوة ؟ ,,
لا أعلم لماذا تتفنن بإيذاء المشاعر ؟
تتلذذ بوضع الملح على جرح تأزم ؟
وتسعد وأنت تتابع سباق العبَرات ؟
ألغِي عقْلِي الفِطْرِي ,, وبقَلْبِي الطُّفُولِي أتَحمَّلُ هيَجَان مَوجِِكَ ,, أحْرِقُ أورَاقِي المسْتَاءة على همسَات العَتَب ,,تنقُلنِي في لَحْظةِ صِدْق عَلى جَفنَيْكَ ,, تُوقِظ خَارطَََة الإِنتِشَاء ,, أكَاد أَسْمَعُ زَفَرَاتِك ,, تَنَهُدَاتِكَ صَفَاء كَلمَاتِكَ ,, تََرَدُدَات ضحكَاتِكَ ,, دَقات قلبِكَ المُسْتَتِرة خَلف قضبَان قَسْوتِكَ ,, سَيل مشَاعِركَ ,, تُحلق بي و مَعي في فضَاءِ النَّقَاء ,, تسبَحُ في يَم الصَرَاحَة المُتطَفِِّلَة علَى شَخْصِيتِكَ الغَامِضَة ,, و في لحظَة تَعريَة يَحُوم الإسْتِيَاء حَولَك ,, تَرمِينِي في بئر سَحِيق من الهُمُوم ,, تُضَمّدُ جُرُوحِي الشُّكُوك والتَّسَاؤُلاَت .. نَعَم أُحِبُّ الحَدِيثَ إليكَ ,, وأعلَمُ أنَّكَ أيضًا تُحِبّه ,, لكِنَّكَ تَخْشَى الحَدِيث ..!! أحبُ كُلَّ حِوَارَاتِنَا حَتَى خِصَامنَا ,, حتى لو كَانَت شُعلَة مِن اللَّهَب تَحْرق أعصَابنَا ,, أتحَمَّل استِيَائِك بِكل تَدَرجَا تِه ,, أطَوِّقُ تقَلبَاتك بِهَالَتِي الزُّمردِيَّة ,, ورِِِقَّة أورَاق طِيبَتِي
السَّرمَدِيَة ,, لأنكَ صَديقُ عَقْلِي ,, كأنَّكَ سَيْلاً حَفَرَ مَجْرَاه بينَ أفكَارِي ,,أين تَلُوذ بكُل هذا ..؟ بأودِية أوردَتكَ ,, أم بأعلَى فِكركَ ,, أم ببئر قلبكَ ..؟ لمَاذا ترمي حِجَارة فِي قعْر الودَاع ..؟ ولمَاذا رغم استقرَار الوِّد تُشعِل نَارًا أتعَبَتنِي وأنا أحاولُ أن أُلبِسُها رِداء الرَّمَاد ..؟ تُقلِّمُ وهمًا نمَا مِن زَبَدِ الكَلام ,, وتلتهم مشاعرا تمددت رغم الزمان و المكان ,, وظلمٍ داويته بِكَلِمَة { آسَف } ,, بعد أن استعملتَ ممحَاة سوداء لتمسحُ سطورًا تعذبتَ بكتَابَتها ,, وتَعبْتُ أنا في بَثِّ الرُّوحِ فيها ,,
لا أريدكَ أن تغيب عني كلِيًا ,, ولا أتحمل أن تتلاعب بمشاعرٍٍ تعلم أنها أرق من ورَقِ الورد , حقيقية ,, صادقة ونقية ,, أنصع من بياض الثلج ,, سمائي لأجلكَ انْحَنَت {كثيرًا} ,, و بكبرِيَاءٍ التقطتُ نَجْمَاتِكَ التِي لَمْ أرد أن تَسْقُطََ مِنْكَ { رُغْمًا عَنْكَ } ,, و بَريْقًا أضَأتَهُ {أنتَ} طويلاً لم أشَأ {أنا } أن يَنطَفِئ ,, لماذا تَبْتُر أصَابع أزْمِنَتِي بين جِدَارِيَات { أنفاسنَا } ,,؟ وتَتْرُكنِي أهْصُرُ
أحْشَاء الوَجَع وألُوكُ الصَّبرَ,,{جرعَات} ,, بعد أن أغْرَقْتَ مَرَاكِبَ أحْلامِي ,, ؟ أصْبَحتُ بِحَاجَة لِعُمر آخَر لأرتِبَ انكسَارَات رُوحِي المُبَعثَرَة بَين تَنَهُدَات عَانَقَت جَذْوَة الرَّمَق .....
( سفانة بنت ابن الشاطئ )