مَنْ قالَ ليلى في العراقِ مريضةٌ ؟
مَنْ قالَ إنَّ الوردَ آلَ إلى الذبول ؟
يا قيسُ، ليلى في العراقِ سعيدةٌ
بصمودِ أهلِ مدينتي ضدَّ العتاةِ و الاحتلالِ،
وتبثُّكَ الأشواقَ و الحلمَ الجميل.
يا قيسُ قد حلَّ النهارُ على الدُّنا
و الشمسُ قد سطعت على الخضراءِ تونسَ
و استقرت فوقَ هاماتِ الرجال.
هذي بشائرُ نصرِ أمَّةِ يعربٍ
من تونسَ الخضراء كانَ زفافُها
مرَّت على أحفادِ ناصرَ وابن عاصٍ
فاستطالت ثورةً
غنَّى لها الحسّونُ في مِصرِ العروبةِ و الفداء
فمضى الشبابُ لينسجوا للنصرِ بُردةَ حلمِنا
و إلى المدى رجعَ الصدى :
تحيا الشعوبُ أبيَّةً و عزيزةً
فتعانقَتْ في موطني سعفُ النخيل.
يا قيسُ قل: في مصرَ ألفُ يمامةٍ مذبوحةٍ
ذبّاحُها حرٌّ طليقٌ ؛
فامتطى أحرارُها الميدانَ
بسم الله و الوطنِ الجريحِ،
تظاهروا ضدَّ العمالةِ و الضلال.
يا قيسُ، خبِّر مَنْ يلومُكَ في هوايَ و قلْ لهم :
كنَّا توائمَ حلمِِنا،
صرنا منابرَ نصرِنا
و قد امتطينا صبرَنا فرسًا لنا نحو العلا و ذرى المحال.
قل لابنِ عمِّك و ابنِ خالِك
إنَّنا في موسم التحريرِ قد صُغنا المنى
و دماؤنا قد أُسرِجَت فوقَ الخوافقِ و الجبال.
و الأرضُ في مصرِ العروبةِ قد غدت نبراسَ فجرٍ قادمٍ،
غذّاهُ في أرضِ الكنانةِ ألفُ نيل.
يا قيسُ قل للعابثينَ بأمنِ مصرَ
و سارقي صوتِ الشبابِ
بأنها محروسةٌ من كلِّ شرٍّ ؛
قالَ ربِّي و ادخلوها آمنينَ
و لم يزدهم بطشُكم إلا صمودًا و اشتعال.
يا قيسُ، و اعلم أنَّني
في كلِّ شبرٍ كانَ ليْ أسَدٌ شجاعٌ
في ميادين التحدي و البطولةِ
ألفُ عمٍّ، ألفُ خال.
و غدًا سيُسمَعُ صوتُنا في أرضِ بابلَ و المثنى هادرًا
فجرًا ستأتينا الشموسُ شوامخًا
و سيوفُ خالدَ و المغيرةِ بيننا
لتجزَّّ رأسَ أبي رغال.
يا قيسُ أهلي لن يبيعوا أرضَنا
أو عِرضَنا،
فالصبحُ أشرقَ مُزهرًا
من بين أسوارِ السجونِ و قيدِنا
و غدًا يكونُ لنا لقاءٌ في الخليلِ و في الجليل.
قلْ للذين توهَّموا
ظنُّوا بأنِّي في العراقِ مريضةٌ
إني أكابرُ عندَ دجلةَ و الفراتِ عنيدةً
يا قيسُ خبِّر أهلَنا :
ما عدتُ أرغبُ بالجواهرِ
إنَّ مَهْري صارَ تحريرَ البلادِ
من الطغاةِ و كلِّ أفّاكٍ ذليل.
فعلى ثرى الأوطانِ كم يحلو لنا موتٌ
و كم يحلو على مَرجِ الكرامةِ جرحُنا
و الآهُ في أرضِ العروبةِ قد غدت تغريدةً
و صدى صهيل
،
،
،
آخر تعديل رمزت ابراهيم عليا يوم 02-15-2011 في 07:14 AM.