سلام عليك يا أماه بمناسبة عيدك ،
الآن يا حبيبة ، أنت في مرقدك الأخير أما نحن فنبحث عن ملجأ ،
أحياناً تبدو الحرية سجناً ، ويبدو السجن حرية ،
فأي الألفاظ أطلقها عليك ، وأي الألقاب تنتظريها مني بعد المواصفات العظيمة التي أعطاكِ إياها الخالق عزّ وجلّ .
أمي يا بؤبؤ عيني ، يا دفء الدم في قلبي،
يا انفتاح رئتي على نقاء الهواء،
ورطوبة لساني مع عذوبة الماء ،
لا مجال لإبحار الحروف حين تكون الزوارق مهشمة، والأشرعة مثقوبة، فقد تتعانق كلمات الود والحب، لكنها أبداً لم تصل ، حين يكون مع كل برهة انتظار، ومع كل انتظار دوي ، ومع كل انفجار موت، وعقب كل موت صراخ ولوعة .
افتقدك في هذه الأيام ، كم حلمت بولادة المرحلة الجديدة ، وانتظرت رحيل الصمت والخنوع والذل ، أخبرك أماه بأننا بدأنا مشوار حلمك ، كم أحتاجك اليوم لتنفضِ عني غبار الكسل .
أماه يا من تقبعين مجبرة في بيتك الأبدي ،
أماه ما زلت أراقب البحر في مده وجزره، استمع إلى لحن صوت موجه ، انتظر طائر النورس ، احلم برسالة منك ، علها تصلني عن قريب .
أمي أيتها النظرة الصادقة ،أيتها القديسة، يا من تحملتِ في حياتكِ عذابات الوطن والأعداء ، أخبرك أماه رغم اسوداد الغيوم فالشمس قادمة .
وإلى أن يحدث ذلك ،
إلى أن يعودوا المشردين واللاجئين إلى أرضهم .
إلى أن يعودوا الأسرى والمخطوفين إلى أحبائهم ،
إلى أن تلتئم جراح المصابين في سوريا الصمود ..ولبنان وفلسطين والعراق وليبيا.... الخ ،
وتزول يا أماه لسعة الأفاعي الأمريكية وقنابلها ، عقلا وتكويناً ونهجاً ودماً ودموعاً ،
إلى أن يزول الطغاة ،
إلى أن يأتي الفرح الممتطي صهوة الانتصار،
سلام عليك يا أمي
سأظل كما تعلمت منكِ
مستقيمة كالرمح
مرهفة كالسيف ،
صبورة متحملة إرادة القدر على فراقك بتماسك وعزم ،
ولكن ،ليحدث ذلك آآآآآآآآآآآآآآه ما أجمل الارتماء على صدر أمي ...
وكل عام وأنت حبيبة
وكل عام وأنت يا أمي راضية عني .
هيام صبحي نجار
التوقيع
وما من كــاتب إلا سيفنى … ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شي... يسرك في القيامة أن تراه