إنَّ الكلابَ على ردفيْكَ يا وطني="تنافخَتْ شرفاً".. في السرِّ والعَلنِ تقودُ ثورتَكَ الكبرى على سُرُرٍ=مَمدودةٍ مِن بَنيغازي إلى عَدَنِ فلمْ يعُدْ في ملاهي الليلِ مِنْ سِعَةٍ=وحارسُ الوكرِ أضحى غير مؤتمَنِ وكيفَ تكسدُ أجسادٌ وأفئدةٌ=وفي الميادينِ ما يكفي مِنَ الدرَنِ؟ فبينَ مِيلٍ وميلٍ ألفُ ناصية=وألفُ ذئبٍ توارى خلفَ مُحتَقنِ وفي الزواريبِ ما تشتاقُهُ شَفَةٌ=وما يُروِّي سعارَ القلبِ والبَدَنِ حتى النُباحُ لهُ في أرضِنا ثمنٌ=إلاّ العروبةُ قد بِيْعَتْ بِلا ثمَنِ ***= أوّاهُ يا أُمَّةَ الأمجادِ كمْ سُحِقَتْ=أرواحُنا في دَياجي الجورِ والمِحَنِ شريعةُ البَصْم قرآنٌ تُرتِّلُهُ=كلُّ الدراويشِ في الأريافِ والمُدُنِ ولحْسُ أحذيةِ الحُكّامِ نافِلةٌ=تَستدرِجُ الأصفرَ المَعبودَ في زمني أوَّاهُ يا أمَّتي يَستافُني وَجَعي=وتنتشي من دَمي أنيابُ مُرتَهَنَ كانوا دُمىً في أيادي الغَرْبِ.. فانتعلوا=كلَّ الشعوبِ ولُفَّ الحُرُّ بالكفَنِ وحَوْلَهُم جَوقةُ الخصيانِ تطربُهم=بِشَدْوِها.. ويفوحُ الشِعْرُ بالعَفَنِ ِوبَيْنَ راقصةٍ جذلى ورِقْصَتِها=تنداحُ "اللهُ" مِنْ أشداقِ مُفْتَتَن واليومَ صِرنا دُمىً تلهو بنا عَلَناً="كوندي" وتُسْلِمُنا للذبْحِ كالظأنِ تُثَوِّرُ الأرضَ لو شاءتْ.. وتزرعُنا=في مِفرقِ الريحِ أو في جُبَّةِ الوَثَنِ وتفرشُ البحرَ بالأوهامِ.. تندَهنُا=فنستجيبُ.. ونمضي دونما سُفُنِ ما بينَ كافٍ ونُونٍ أمرُها.. وعلى=فوضَى أصابِعِها طاحونةُ الفِتَنِ ***= أوَّاهُ يا وَطَني.. مَنْفايَ مُرْتَحِلٌ= قُلْ لي بِرَبِّكَ أيْنَ الآنَ يَأْخُذُني..؟! أبكي عَلَيْكَ.. ومِلْحُ الدَّمْعِ يَصْفَعُني=بِوِحْدَتي.. ولهيبُ الآهِ يُحْرِقُني سِتُّونَ مَنْفىً.. وهذا الحُبُّ مُخْتَرَقٌ=وغُرْبَتي يا حَبيبَ الروحِ تَقْتُلُني تَضيقُ كُلُّ دُروبِ الأرْضِ إنْ صَدَحَتْ=(بَارودَتي).. ويُدَسُّ السُّمُّ في اللَّبَنِ باعُوكَ واحْتَضَنوا أشْلاءَ خَارِطَتي=وحَاصَروني.. فَصَارَتْ خَيْمَتي وَطَني..!؟ وعنْدَما أحْكَموا خَنْقَ الضُّحىَ عَبَروا=إلى العِراقِ وصار الذَّبْحُ كالسُّنَنِ فَشَرَّدوا أهْلَهُ واسْتَعْذَبُوا دَمَهُ=حتىَ غَدا وهَنًا يَسْري إلى وَهَنِ جُحُوشُ كِسْرىَ وكَلْبِ الرُّومِ في فَرَحٍ=ودِجْلَةُ الخَيْرِ في هَمٍّ وفي حَزَنِ..!! باعُوا الضَّمائِرَ باسْمِ الدِّينِ وانْتَهَكوا=عِرْضَ الحُسَيْنِ.. وعَبُّوا مِنْ دَمِ الحَسَنِ..!! ***= أبْكي على رَمْلَةٍ في اللِّدِّ كَمْ حَلُمَتْ=دَهْراً بِمُعْتَصِمٍ حُرٍّ وذي يَزَنِ..!! أبْكي على مَوْعِدٍ ما عادَ يَنْطُرُنا=في مَفْرِقِ القُدْسِ أو في جَنَّةٍ عَدَنِ..!! أوَّاهُ يا شاطِئَ الأحزانِ كَمْ نَزَفَتْ=جِراحُنا.. كَمْ بَكَتْ قيثارَةُ الشَّجَنِ أفْتىَ الذَّليلُ بِبَدْءِ الذَّبْحِ.. فاجَتَمَعَتْ=كُلُّ الذِّئابِ و(دُودُ الخَلِّ) أسْلَمَني فأحْرَقوا الهَدْيَ والقُرْآنَ واحْتَفَظوا=بـ"أَحْسِنوا الذَّبْحَ".. وانْهالوا عَلَى الحُصُنِ عَلاَ الصَّليبُ ونَادَتْنا مَآذِنُنَا=والمُسْلِمُونَ بِلاَ عَيْنٍ ولاَ أُذُنِ..!! لا خَيْرَ في أُمَّةٍ يُفْتي لَهَا خَرِفٌ=ونَاعِقٌ أغْرَقَ التِّلْفازَ بالدَّرَنِ اليَوْمَ سِيقَتْ إلى الأحْلافِ في دَعَةٍ=طَرابُلُسْ فاسَألوا (موسى) عَنِ الثَّمَنِ..!! وصَدِّقوهُ إذا ما قال مُبْتَهِجاً:=سَوَّقْتُ للغَرْبِ عِرْضَ الشَّامِ واليَمَنِ..!؟ ***= آهٍ فِلَسْطينُ عِيلَ الصَّبْرُ وانْكَسَرَتْ=كُلُّ المَرايا.. وغَصَّ القَلْبُ بالدَّخَنِ تَداوَلَتْ كَأسَكِ المَسْمومَ خارطتي=وعَشَّشَ السُمُّ في الأنْفاسِ والبَدَنِ في كُلِّ زَاوِيَةٍ جُرْحٌ وثَاكِلَةٌ=غِيلَتْ أَمَانٍ.. وصارَتْ جَنْتي كَفَني مَسَاكِبُ الدَّمْعِ قَدْ جَفَّتْ ومَا عَبَرَتْ=إلى التِّلالِ رياحٌ تَشْتَهي مُزُني وعَرْبَدَ اليَأْسُ في عَيْنَيْكِ غاليَتي=وسَرْطَنَ الفِكْرَ.. ماذا بَعْدُ يا وَطَني؟ عَرِّبْ تُرابي.. وهُزَّ السَّيْفَ في ثِقَةٍ=أو انْدَحِرْ.. واتْرُكِ المَيْدانَ للفِتَنِ جيجل/الجزائر في: 23-03-2011م=شعر: عدي شتات