مرثية شاعر في رثاء الشاعر العراقي محمد سالم البيرماني الذي وافته المنية في 12-3-2011 ياباعثاً بي للنبوغِ مراميا =ومقدِّراً مجداً ، بخطويَ ، ساميا يامَن وسمتَ بيَ الحروفَ مضيئةً =وبدعتني جمَّ الرؤى متفانيا فاضتْ بقلبيَ من رؤاكَ مآثرٌ =سالت بحرفِ الشِّعر نهراً جاريا يكفيكَ مجداً باتصافيَ ظامئاً =أن قد وردتُكَ باتصافكَ ساقيا قلمي ورؤياكَ القصيدةُ أينعتْ =حشداً من الآثار حُزنَ معاليا أرأيتَ في وقعِ القصيدِ معانياً =ما قد رأيتُكَ للقصيدِ معانيا ؟ يسمو بكَ الأدبُ الرفيعُ أتيتهُ =في حرفكَ الزاهي ، فصيحاً راويا فلقد برزتَ من الزمانِ إلى الورى =في دُجْنَةٍ سادت ، مناراً زاهيا وقد اختصرتَ العمرَ في رَهَقِ الرؤى =إذ في رؤاكَ قد استحلتَ قوافيا يكفيكَ منها نبضةٌ في خافقٍ =أمسيتَ فيها للحياةِ مُناديا يافارساً رَكِبَ الحياةَ تقحُّماً =من فرط ما حَمَلَ الحياةَ أمانيا ستين قد أبليتَ في غرِّ المُنى =وجعلتَ فيها اليأسَ وهماً باليا فرداً أتيتَ الكونَ تحدو مجدهُ =وتركتهُ فرداً لمجدهِ حاديا وتركتَ فينا وقعَ ذكرِكَ خالداً =شعْراً غدوتَ بهِ الفقيدَ الباقيا ما إن رحلتَ عن العيون بكذبةٍ =فبكتْ ، حللتَ بنا الضميرَ الهاديا عَجِلَتْ بكَ الآجالُ تقضي ذاهباً =فعَجِلْتَ في غدِنا بنهجكَ آتيا لم نُلْفِ فيكَ الموتَ غالكَ فانياً =فلقد كفرتَ بهِ الطموحَ الفانيا وعلى ابتسامتكَ الشفيفةِ لم يزلْ =أملٌ لنا ينمو رؤىً وتفانيا أأبا أميرٍ هل تطيبُ مدامعي =إنْ قد رثيتُكَ بافتقادكَ باكيا ؟ لا لستُ أرثي مَن بحرفِ بيانهِ =في حالكِ الأزمانِ شعَّ دراريا فلقد خبرتُكَ بالبديعِ مناهلاً =إذ قد وردتَ بهِ البديعَ الراويا وأراكَ نجماً في سما الإبداعِ آلت =في توهُّجِهِ الشموسُ خوافيا ياعاشِقاً بنتَ الشفاهِ ، وعشقُها =قَلَمٌ يفيضُ على الحياةِ أغانيا مازلتَ في دُنيا الجمالِ قصيدةً =حيّاً بها تروي القلوبَ ظواميا لِمَ قد أخذتَ أحبةً لكَ بغتةً =برحيلكَ الداهي عليهمُ عاتيا أوجدتَ في الدُّنيا سجينةَ غيِّهاٍ =فرأيتَ في الموتِ الخلاصَ مُلاقيا أم قد وجدتَ الموتَ درباً مُفضياً =لقلوبهم فرحلتَ عنهمُ دانيا إذ من عجيب الأمرِ يُرثى شاعرٌ =ميْتاً بأرضٍ ضيعتْهُ شاديا قد صار موتُكَ أبلغَ الأمثالِ في =هَمَلٍ إذا ما غابَ أضحى غاليا ولسوفَ تبقى في الزمان مخلّداَ =فكراً مضيئاً مُستطاباً ساميا