…أرى تكريت تفتح قلبها للشام حائرة
وتسأل عن صلاح الدين
هل لاحت بيارقة
على بوابة الأقصى…؟
وكم من ليلة يبقى
على أهداب بيسان…؟
أطال الدرب..؟ أم هانتْ
عليه الآن أجفاني…؟
أرى تكريت متعبة
تفتش عن مآذنها
وعن رجل مضى بالأمس ما عادت مواكبه
أ أرض الشام قد سرقته…؟
أم في مصر ليلاه…؟
صلاح الدين يا ولدي
أما تشتاق أغصاني ..؟؟
مغول العصر قد حرقوا
حقول القمح في (عانه) ..
ومنزل عمك المنصور في إربيل يا ولدي
أباح العلج حرمته..
ومات الخال محترقا..
و(فاطمة)التي اكتحلت
لأجل عيونك السوداء
قد فضت بكارتها
صلاح الدين يا ولدي
تراك نسيت عنواني..؟؟
خيول البصرة العرباء يا ولدي
تعاتبني ..
وتسأل عنك..
عن حطين..
هل حقا قد انْتَصَرَتْ ..؟؟
وهل عاد الصليبيون…؟
أم قد مت..واندحرت
جيوش الحق في عكا….؟
صلاح الدين يا ولدي
نخيل عراقك المعجون بالأمجاد
منتظرٌ ..
على بوابة الأنبار..
يصرخ يا روابي الشام
أين الفارس المنصور ..
أين الخيل..
أين ضمير أوطاني.؟؟
صلاح الدين يا ولدي
ديار العز قد تاقتْ
إلى عينيك في وَلَهٍ
فكلب الروم في بغداد
قد طالت أظافره
وفي دار الرشيد ينام ملتحفا عباءته..
(زبيدة)مهجتي رفضتْ
حياة الذلّ..
وانتحرتْ..
أراد النذل أن يغتال عفّتها
فلاح الفجر من دمها
وأذّن
فانتخت حلبٌ
وكم عبقتْ..
بريح المسك نيراني
صلاح الدين يا قمري
أتسمع صوتي المبحوح
أم ما عدت تسمعني.
يكاد يبيعني مسخ..
لعلج الروم منشرحا
و(بابك) سلّم الصحنين..
والأحواز..
و اديالى..
لنار الفرس يا ولدي..
ولولا وقفة الأحرار في الفلّوجة الغضبى
لكان الليل قد غطى
سماءك..وانتهى مجدي..
وضاعت كل أزماني…؟
صلاح الدين قد طال انتظاري
هذه تكريت واقفة
على جمر الثواني
تخبر الآفاق عن دمها
وعن غضب الرجال..
وساحة الميدان….؟!