هي هكذا .. سارتْ بنا الأيام واصطفت الجراح لنا..، ونحن مطأطئون رؤوسنا نأوي إلى ما قد حملنا ذكريات خـَضـّبتْ حلم الصـّبا بدعاءنا المصلوب فوق دماءنا هي هكذا .. غنـّتْ صدى جوع الحنين إلى المكانْ غنـّتـْه ُ مذبوحا بسيف شقاءنا ورأيتك الآتي على فرس الرحيل مجاهدا ً ترنو بصمتك للضياءْ أوَ حزنك المجبول بالأفق الأخيرْ هذا طريقك فانطلقْ واصبرْ على ما قد يـُصيبك من مذابح وانتصبْ طودا ً على موج الهموم ولا تـَكـِلْ لخـُرافة تأويل نبضك أن تـَضـِلْ أيّ ُ الخرافات العقيمة أنجـَبتْ عنقاء من جمر الهوى حتى الهوى وجع الخرافة ِ لا يهمك ما يقول وما يكون ُ..، فكن لوحدك ما تريدُ أنتَ المعـذبُ والشـّريدُ أنت الذي نادتك أمواج المطايا والأفولْ أنت الذي نادتك أشرعة المراكب للصهيلْ أنت الذي نادتك أرصفة المـُحالْ حتى تثور عن النصوص، عن القصيد، عن المدى عن جرحك المذبوح بالتذكار والصور التي .. قد أيقظـَتْ في صمتك الجوّال بين مدينة ٍ.. ومدينة أخرى سدى وقع الحقيقة ِ، أنتَ وحدك مؤمن بحقيقتكْ ما من سواك سيعرفُ كيف المدائح سـَلـّمتْ لك َ أمرها وتجاوزتْ ضيق الأفقْ .. والإستعارة والمجازْ ولسوف تعرفُ حين يأتيك الحمام مـُكلـّلا ً بالغار بالريحان بالزيتون باللغة الفصيحة عانقتْ شفتيك في حدث مهيبْ فاحملْ عبير الجرح وامتشق الغمام غمامة ٍ جذلى بعطر حبيبتكْ وبطعم شايـِك لم يزل شـَغـِفا ً برشف متـيـّم ٍ صلـّى على سجادة الفجر المشوق لجبهة ٍ.. ليدين تحمل صمتها صوت المسدسْ قد عاد ثانية هـُبلْ يجثو كليل ٍ هـدّه طول السـّقمْ شـَرهٌ تمطـّى مـُتـْخما ً من نهش حلمك مالئا ً أقداح نشوته دما ً فاحمل سلاحك من جديد ٍ حطمْ..، بصمتك َ بل برفضك َ بل بموتك َ مااستطعتَ من الوَهـَنْ واطعنْ بشأوك َ من أناخ ومن هـَـِرمْ علـّقْ على الوثن البليد سؤالك الدامي وفأسك وانطلق حيث الطريق بداية لرؤاك خطـّتْ ..، خطوك المنثور فوق مزارع التـِّبـْر الغيابْ واحملْ رؤى أطماحي الكبرى إلى .. رغباتك الأولى إلى .. أحلامك الأولى ..، وعد بيَ نحو نشأة ظلك الجاري كنهر ٍ..، صبّ َ في كفـّيّ َ روحك وارتقى .. لمقامه الأعلى بعيدا ًأو قريبا ً..، ليس تكفيه الدروب تعاقر الضجر المراق ..، على قبور السابقين اللاحقين على اليبابْ أهـُوَ اليباب ململما ً مـِزقَ المساءْ كقصيدة ثكلى بنعي النازحين إلى السماءْ وململما ً مـِزق التـّمني أيّ الأماني سوف تطلبُ بعدما خـُطفتْ أناكْ في ليلة ألـقتْ شباك توجـّس ٍ بيد التـّجنـّي هـُبل الوباءْ سـَلبَ الحياة من الزنابق ِ..، مـَصّ عمر أريجها وأريج نزف دعاءنا فاحملْ سلاحك من جديد ٍ..، وانتصبْ طودا ً على موج الهمومْ واصعدْ بموتك َ للحياة ْ فلربما سقطتْ ظلال الذكرياتْ ولربما أفل المحال وراء صمتك مستقيلا ً..، من تورّطه المريب مع الظـّنون ومعلنا ..ً أنْ لنْ يعودْ أوَ هل تعودْ إنْ كنتَ سوف تعودُ ..، أخبرْ صحبي الأطيار قبل مجيئك المتمرد المجنون ِ..، تهجم مثل خيل ٍ حرة ٍ وصهيلها ملأ الفضا عشقا تولـّه معلنا ً أنْ ذا تورّطه الجميلْ في حـِسـِّك الطـّيبُ العليلْ متمسـّكا ً بالبندقية والرصاصْ ها هم هنالك يجأرونْ والـّلات ممتقع شـَحوبْ أزلامه الليل الغريبْ وعفونة الظل المريضْ شدد حصار المارقينْ فيداكَ حول الموت قـَيـْد روّضهْ لكأنهم أعجاز نخل خاوية ْ يتساقطونْ.. فاقبضْ ..، على جرح الحقيقة وارتق الأحزان يلتئم الأملْ ما عاد يجديك الحـُلـُمْ ما عاد يجديك الوقوف مسربلا ً بالقافية ْ وتقول لا ..لا أستطيعْ بل تستطيع ُ وأستطيع ونستطيع ُ..، نقارع الخوف الذي يرمي بساطتنا..، بأسهمه التي اغتالت حكايتنا ..، وصبوتنا وشكل النرجس المخبوء في أنفاسنا هيـّا نعيد غنائنا وحديث زنبقة لأخرى ولذيذ همس عيوننا هيا نجود برقـّة ٍ نسقي البنفسج ماء نشوتنا ..، نعلـّق بعض غربتنا على كتفيك َ..، نمشي صوب سيرة بؤسنا أملا نريد رحابة ً لسمائنا .. لرجاءنا .. لضياعنا وللحننا المسفوك فوق صدورنا إنـّا نريدك شمعة ً فاسلك فجاج الدمع واصطنع الضياءْ سيفا من الألق المثيرْ حتى تعيد إلى المداخل مجدها ومن الغياب ظلالنا وإلى السقوف سماءها وإلى الشبابيك الحزينة غنـْجـَها ثم انطلقْ .. تابع مسيرك ليس ينفعك المجاز ..، ولا التشابيه التي يتفاخر الشعراء في إتيانها حتى القصائد لا تفيد ولا كلام أولئك المتكلمين ولا ..، السياسيون والمتفذلكون ولا أولئك أو أولئكْ يكفيك َ ذاك التـّيه مااحتملتْ يداك ..، وما احتملتُ من القصائد تزدريني وتثيرني .. قـَلـَقا ً جـَموحا عائدا ..ً من حيث أغواني ..، وعلـّق حبل منفاي المرابط خلف ظلّ ٍ منـْسحبْ .. لوراء غيب التورياتْ ثم اتخذ هذي الرياح سفينة ً نحو اتساع الأزرق المفتوح للأفق النهائيِّ ..، المسافر مثل بحر غارق ٍ في موج روحك يبتغي شرف الخلودْ خذني لذاتك َ سيدي لأكون ذاتكْ فأنا سليب الذات لا جسد يعانق شقوتي أو مـدّ ُ ضـَيّ ٍ في مرابع نشوتي خذني إلى عيـْنـَيْ (هيلينْ) حتى أرى كل العيون بلا بصائر تائهة ْ عن أن تراك ولا تراك سوى ضباب عابر ٍ ويحاور المرهون في حبسيه ِ..، يبحث عن حقيقة سـِرّك المدفون في ..، عـُلـْويـّة الذات الفصيحة إذ ترى عين اليقينْ والوعي ضـَلّ طريقه نحو اليقينْ مالي سواك يدلـُني .. لطريق غيم العابرينَ وميجنا صمت الحقولْ خذني أنا أعمى الهدى أعمى القلمْ حجر تعثـّر بالقدمْ خذني إلى ما رأتْ عيناك من وهج ٍ تكحـّل بالصفاء وصاعد ٍ.. أعناق نخل المستحيل ِ..، تطاولتْ لسماء جبهتك التي أعيتْ مداد مدائحي خذني بعيدا ً عن خيالات القصصْ حتى أبيح لمسمعـِي لحن الرجوع ِ..، سئمت ُُ أسمع صوتي المسجون في قفص السكوت مرددا ً أنا ْ لن أكونْ .. أنا ْ لن أكونْ .. بل إنني أقدر أن أكون وأملك الوقت الطويل ..، لذلك الليل البهيم يحاول الإيقاع بي .. في شرْكه الواهي كبيت العنكبوتْ خذني لمسرح كبريائك .. عنفوانك َ..، وَيْ كأنـّك يا أبـِيّ ُ (معفـّر الليث الهزبرْ) خذني بعيدا كي أرى سحر ابتسامتك الذرى ضاءتْ مرحـّبة بموتك وانتشتْ .. بالزّهو ِ من دمك المراق على السفوح ..، كأنه الدحنون أينع وازدهى يا أرض كنعان تكلمي .. - واللوعة الحرّى تداهم حضنك ِ المخضوب بالحنـّاء ِ..، زيـّنَ صبوتكْ - عمـّنْ أتى يزهو بنزف غيابه ..ِ مـِسكا ً ورونق نرجس ٍغطـّى ..، دروب الياسمين وقـدّمَ الزيتون إكليلا على ..، مهد البداية والنهاية ْ وترجـّلـَتْ فرس الصـِّبا عن خطوها هيَ ميتة أخرى ..، يعيد بهاءه المسلوب للوطن السليب بهاءه ُ يشدو بما امتلكتْ قوافيه الحزينة من سلامْ هوَ عائد من حيثما كانت بدايات الوجود ِ..، وكل شيء كان أو سيكون سوف يكون فيهْ هو أن تعود وأن نعود وأن أعود فعدْ ..، بيَ الآن الطريق طويلة ٌ أعددت ُ زادي والهوى امرأة تبارك خطوتي في العشق تعرف نكهتي وشرابي الدراق تسقيني من الشفتين ِ..، أصبح ُ حقل درّاق وعـِنـّاب وتوتْ هوَ أن تعودْ فاحمل سلاحك من جديدْ أنتَ المعـذب والشـّريدْ واصبرْ على ما قد يـُصيبك من مذابح وانتصبْ طوداعلى موج الهموم ولا تكلْ لخرافة تأويل نبضك أن تضلْ لا لن تضلْ والنخل لن يحني قامتهْ واعلمْ بأني ناظر لك في البعيد وفي البعيد ِ..، أراك سوف تعود ،سوف تعود،سوف تعود .