مناجاة قمر

مناجاة قمر
يا قمري ...... أنتَ دوما بالأعالي
هل ترى مأساتِنا
أم لا تبالي
أتراهمْ يا قمرْ !!!
انظرْ بعينِ العطفِ
لليلِ العاشقينْ
مُرَّعليهمْ وهمْ تائهونَ تحتَ الدوالي
وهم تائهونَ تحتَ الدوالي
لا بيتَ
لا كوخَ
لا خيمةَ تأويهم من بردِ الليالي
بلسمٌ
داءهم
وضمدْ جُرحا نازفاً
يئن وحيداً في الظلمات
أتراهُمْ يا قمرْ
على ضفافِ البحرِ
يرتمونْ ؟
يتمنون عودةَ البحّار
ليخبرَهمْ
عن الأسماكِ والمَحارْ
والأوطانْ
يفترشون الرمالْ
وتحرسهم سحائب نسيتْ هطولَها
وجرحٌ في القلب
لا تضمدهُ سوى الآهاتْ
وموجة الخلاصِ يتقاذفُها
من يصنعونً القرارْ
بالله عليكْ
لا تحرمْهم ضياءك
مُرّ عليهم يا قمر
مر يا قمري على قبرِ المعتصم في بغدادْ
ناجِه ِ، ولا تعتذرْ منهُ
قل له لقد خنّاكْ
غدرْنا بكْ
القادمونَ برَكْب الفسق ِ والفجورْ
لكنك سترى شموخَ النخل في بغدادْ
لم يزلْ كما كانْ
مُرّ بي يا قمري
على القدس ِ
انظر ماذا ترى؟
قبةُ الصخرة تُصلبُ في بغي ِ من بغوْا
والقبلةُ الأولى تئنُّ من الجراحْ
وألفُ أبي رغال يدلوهم على الطريق
لا تبتئس يا قمري فالنور من ضفافك قادم
مُرّ بي وانظرْ بفخرٍ
شبابِ الثورات في الساحاتْ
أراك تبتسم يا قمري
هل فرحت بهؤلاء الشباب؟

هيام صبحي نجار

* أبو رغال : هو من دلّ جيش أبرهة الحبشي على الكعبة لهدمها