قبل أن أشربَ قهوتي المسائية
وعشراتُ السجائر تحترقُ في صدري
جلستُ أستعرضُ عدد الوجوه التي تلاحقك
فتسعدينَ بها ..
عدد الذين يبعثون لك رسائل الصباح
حاولتُ أن أنشغل ببعض الأمور
كي لا أتخذَ قرارا عاجلا ..
تفرغتُ لكِ فيما بعد
ووضعتُ كلامك أمامي
وتخيلتُ نوع الحروف التي تصلك
شكل حبر الرسائل
في هذه الأثناء ..
كانَ همسٌ داخلي يحاصرني
يُخبرني أنّكِ ستأتينَ في موعدك
وسيمنعني من التركيز في أيّ شيء
حاولتُ أن أقنعني
نسيانَ وجودي على رصيف الكلمات
لأجلك ...
نعم كنتُ كلي أنتظرك
وأتيتِ ...ووجدتني أسألُ نفسي :
ماذا سأقولُ لك لو انفردتُ بك ؟
كيفَ سيبدأني الحديث ؟
كيفَ يمكنني إغراءك بالعودة لي من جديد
وأنا الذي طلبتُ منك أن ترحلي
وأنا الذي كنتُ أقسى عليك من غربة ومنفى
كيفَ أستطيع بعد اليوم أن أخبرك أنني أشتاقُكِ جدا
يا لؤلؤتي النفيسة ...
أنتِ وساعتي الجدارية
تعلمان بحجم إنتظاري لك
بحجم إنشغالي بك
ربما تأخرت كلماتي كثيرا
لأنّكِ مللتِ من هواء مُلوّث
وتفاحة ملغومة ..
أدركتُ اليوم أنني فقدتُك ..