أجوبُ شوارع المدينة المهجورة
وهذا الدم في دمي
يعاندني
شرسةٌ تلك البقعة السوداء
توقظني من غفوة الضوء
نفوسٌ خالية أمضي ولا أمضي معها
تتأبط ذراع هذا الخواء في زاوية صدري
تعبثُ بأوردة الخيال
ودورة الإنصاف الدموية
تتسكع في دمي
تتركني صريعة شيءٍ ما ...لا أعرفه
لثقوب القلبِ أذنٌ تنصتُ إلى رفيف أجنحة اللعنات
لصوت الرحمةِ حنينٌ لا يُخفى
ولذاكرة الوأدِ وجهٌ بلا ملامح
تُرى هل تبكي السماء
عندما الليلُ يسقط أرضا
والشمسُ في جيوبي تختبئ؟
المدينة عامرة
وذيلُ الحفلات التنكرية قصيرٌ
قصيرٌ جدا
فلا تجزعي...
هل صرختِ السماء ليهدأ روع الغضب؟
مِنْ رحم الخُرسِ يبدأ المخاض
تولد غصة ثم قمرا
آهة ثم نجما
زهرة تعتلي سلّم النور في شتاءٍ مبكرٍ
ووردة أخيرة تلاحقني نظراتها
لاتهاجري..!
مَنْ ذا الذي بعثر دمي
على أرضٍ ليست بأرضي
وراقتْ له رائحة الشواء ؟
أيها الليل... خذ شيخوختك المقيتة
ادفنْ بقعتك السوداء الصغيرة
الصغيرة جدا
وأعدْ للمدينة المهجورة كرامتها
وشبابها
،
،
أمــل الحداد