بيروت الحبيبة من على بُعد شهقتين جَناني مَن دعاني إليك من وجداني خافقٌ مثلُ عطرِكِ المحضِ قلبي عاشقٌ مثلُ حُسنِكِ الأُقحواني وبمرِّ النسيمِ منكِ أذاناً للقاءٍ قد شمتُهُ بحناني مسحةُ السِّحرِ من عبيركِ تطفو فتنةً تستثيرُ منّي كياني كلّما دارَ ناظري في فضا عينيكِ ضجَّ الفؤادُ مما عَراني تُخبراني عن الليالي سُكارى بكؤوسٍ مُدامُهنَّ الأماني وأحاديثَ عن سكونٍ شفيفٍ وابتسامٍ وصبوةٍ وأمان وأغاريدَ من قوافٍ عِذابٍ بأماسٍ ، لها القلوبُ حواني والصباحاتِ مثلما الشمسِ جذلى تهبُ الكونَ بالفتونِ الحسان ونزوعٍ إلى الحياةِ تخطّى كلَّ خطبٍ بيقظةٍ وتفان وعنِ الفنِّ فتنةِ الشرقِ والغربِ خيالاً بلمسةِ العنفوان كلُّ ما فيكِ من بهاءٍ وحُسنٍ كامنٌ في عينيكِ ملءِ الزمان ******** إيهِ بيروتُ والفؤادُ لهيبٌ من هُيامٍ ، إليكِ صبّاً دعاني إن أكُن قد قضيتُ عُمريَ لهفاناً لوجدٍ فما لغيركِ عاني أو أكُن شِدْتُ من غراميَ حُلْماً بلقاءٍ برونقِ الأُرجوان لم يكن غيرُ وصلِكِ العذبِ حُلْمي يستمدُّ الحياةَ منهُ جَناني أنتِ أغريتِني بسحر جمالٍ ليسَ من مثلهِ بدفءِ الغواني أنتِ منّي عِشقٌ يجولُ بشعري ولِشعري بالعاشقينَ معان لم أرَ السعدَ إذ تنظّرتُ عُمري وبلقياكِ صِرتُ فوقَ العَنان ******** إيهِ بيروتُ والمشاعرُ حرّى ورفيفُ الفؤادِ في أجفاني بيدي قد حملتُ قلبيَ شوقاً يتخطّى إليكِ بالخفقان فتنةَ الشرقِ قد حللتُكِ دُنيا من خيالٍ وضاحكاتِ الجَنان ما أرى في ربوعِكِ الخُضرِ إلاّ ما ارتأتْهُ السماءُ سرَّ افتتان صُورٌ من رؤى الخلودِ تمثَّلْنَ لقلبي من سحرِكِ الفتّان صُوَرٌ للعليلِ فيها شفاءٌ أسعفتْ في هُيامِهِ وجداني أيُّ أُمنيةٍ حشدتُ لها قلبي اشتياقاً وذلَّ فيها عِناني حدّثتْ عنكِ خفقةَ القلبِ عِشقاً ملأَ الكونَ نشوةً وأغاني فحزمتُ المتاعَ منّي دموعاً هامياتٍ ولوعتي وحناني عَبَراتٍ منَ الغرامِ تهاوينَ يضجُّ الهوى بها للتَداني إيهِ بيروتُ يا هوىً يا أمانٍ يا حديثَ الزمانِ والأكوان كُنتِ شوقاً وطائِفاً من خيالٍ ها هنا في دمي وكنتُ أعاني آهِ لو لم أكُنْ حللتُكِ صبّاً آهِ لو لم أعُدْ فكانَ هواني