عندما أهم بالكتابة تقفز ملامحك لتحتل بياض ورقي ، وتنتابني حالة من فوضى المشاعر تشبه ثورة البحر فتتناثر أمواج أفكاري وتسكن نواصي أوراقي...عندها أٌطلق العنان لريشة خيالي لتشكلك في أجمل الصور فأراك تارة فارساً على صهوة جواده وتارة أخرى نخلة شامخة تظللني بالعشق وتغدق علي من ثمر المشاعر .
يرهقني خيالي عندما تكون أنت الزائر للمكان وترتجف كلماتي عندما يكون اسمك العنوان، وتذوب ساعات الانتظار عندما تأتي لتختصر الزمان.
إحساسي بأن هناك قطعة ضائعة فيك يحفزني على اقتحامك وإكمال اللوحة، أنت حالة فريدة من الخصوصية ، ولنهم العشق في عينيك طعم مختلف، ورؤيتك للأشياء منطق يخالف كل الأعراف والقوانين .
أنت ثقافة المغامرة المحسوبة ....
أنت المغامر الذي يخترق حاجز الخوف بثبات ورؤية واضحة المعالم ،
أنت حضارة الصمت البليغ الذي يستفيض في توضيح المعاني بلا كلمات ،
أنت الهام يقتحم مشاعري فتتوهج بالبوح.
كنت أبحث لي عن مأوى..عن ركن أسكن اليه ..وإذا بي أسكن كل مافيك حتى حتى كلماتك ودمع مأقيك.
عندما كنت أرى في عينيك صدق النوايا كنت أندفع باتجاهك متوشحة بشفافية الإحساس ودفء المشاعر لأهطل على صحرائك كل ما تحمله مشاعري من إحساس.
عندما كنت تغمض عينيك كنت أراك تحتضن أحلامي وعندما تفتحهما كان الصبح ينبلج معلناً بداية عهد جديد بلون جديد تتوارى خلفه كل الألوان الباهتة ونظريات الطبيعة القاسية.
يخيل إلي إنني أحببتك بطرق مختلفة وإنني رأيتك بعيون كثيرة كما رأيتني أنت من كل الأبعاد واخترقتني من كل الزوايا.
برجولتك فككت قيد أنوثتي فانطلقت من أسر خوفي وفزعي ..حلقت لأحط على شرفات قلبك المشرعة ولم ينتابني الخوف لحظة وتركتك تعيد تشكيل ملامحي بأناملك السحرية.
سمحت لك ان تستنشقني وتتشبع بي أنفاسك حتى أتسلل عبرها إليك كلك و أن تغلق علي مساماتك حتى أبقى رهينتك مع سبق الإصرار والترصد فاصبحت أنت قوميتي وانتمائي.
بالرغم من شدة التصاقي بك أعترف بأنني كنت احب أن أمارس معك كل نظريات الهروب ولكن كل محاولاتي كانت تبوء بالفشل، كنت أبدأ اللعبة واذا بي أهرب اليك ، أفكر في الاختباء منك فأجد نفسي اختبئ بينك وبين جلدك فأكتشف بأن حدود دنياي هي أنت.
عندما تشرق في سمائي يراقصني الفرح، وعندما تسرقك دنياك مني يباغتني الحزن.ومابين الحالتين اعرف ان قلبي مازال حياً فأنت موجود في كلا الحالتين وعندها يتحرك قلمي ليدفئ جليد الصفحات الخاوية بكلمات لك ليثبت لي بأنني مازلت حية وأمارس طقوس حبي لك كالمعتاد... أسهر الليالي وأبقى في حالة ترقب وانتظار لمفاجأة تنتزع فيها بحضورك كل اشواك قلقي لبعدك وخوفي من أن أفقدك، كنت أكتب اسمك على قصاصات من شوقي اليك وأعطرها بحنين وجدي وأوقعها بقبلة ثم أودع كل قصاصة في جوف نجمة .
اذا حضرت ولم تجدني ستجد وصيتي لك مع القمر، وهي عبارة عن وثيقة من عشرة بنود :
1 – أوصيك بأن تمحي من ذاكرتك كل النساء قبلي وأن لا تكون بعدي امرأة اخرى.
2- أوصيك بأن توقف كل أحلامك إن كنت أنا خارجها .
3- أوصيك بأن تكتب قصة حبك لي بقبلاتك وتوقع كل رسائلك لي بكلمة احبك.
4- أوصيك بأن لا تفتح خزائن مشاعرك وأحاسيسك لأحد غيري.
5- أوصيك بأن تٌسكنني سطورك وتتوجني بأبجدية جديدة لم تستخدمها من قبل.
6- أوصيك بأن تكون محطات سفرك كلها بإتجاهي ولا تحلق إلا في سمائي.
7- أوصيك بأن تزرع ياسمينة تسميها باسمي في كل الأماكن التى تزورها لأسرى في عروقك مع أريج زهورها كلما استنشقتها.
8- أوصيك بأن تأتيني دائماً متسلللاً من باب شرفتي بإندفاع الفارس المغامر وتمنحني ذهول المفاجأة.
9- أوصيك بأن تهديني قبلة صباحية ندية مع أول إشراقة شمس وأن تغسل وجهي بقصيدة تحمل حروف اسمي.
10- أوصيك بأن تمنحني حق مشاكستك اللامحدودة ، وتمنحني حق الاقامة الدائمة على عرش قلبك.
أعلم بأنك تبتسم الأن وتغمض عينيك نصف إغماضة وتهمس :
سلوى حمّاد