هامش
من قال أنَّ عصر الثورات الذي نعيشه يُختصرُ على طرفين الشعوب من ناحية ,, والأنظمة من ناحية أخرى ..؟
ألم تشعروا بثورة على كل شىء ..؟ من حولي \ حولكم فتاقت نفوسكم لرياح التغيير ..كأي إنسان يَحِقُّ لهُ أن يعيش وهو ينعمُ بكرامة حتى في تعاملاته اليومية ,, رسالة نوجهها لكلّ من يهمه الأمر ...
ثورة الضمير و رياح التغيير ...
في خِضم هذه الثورات العارمة مسَّتني نفحة مُشِعَة ,, أحسستُ بوخزاتٍ داخلية تدفعُنِي للتَّغْيير ,, أثْقبُ خِلالهَا الضَّمِيْر بارتِسَامَاتِي وأفْكَارِي المُتَمَرِّدَة ,, أسْكُبهَا بشَفَافِيَة بعِيدا عَن التَّغْلِيف والتَّعْلِيْب والتَّزْييف ,, تَتَمَاهَى كَأُنْمُوذَج لِتُكَوِّن الشَّكْل الحَقِيْقِي للعَلاَقَات الإنْسَانِيَة,,
تَتَجَنَّبُ الرَّتَابَة,,واسْتِعْذَاب الحَدِيْث الذَّاتِي ,,أخْتَزِلُ خِلاَلهَا الانْفِعَالاَت المُتَهَالِكَة عَلَى أسْوَار الخَجَل ,, هَل سَاوَرَكَ لِلَحْظَة أنِي مُذْ عَرَفْتُكَ أتُوقُ لارْتِدَاءِ أثْوَابٍ عَلَّقْتُهَا دَوْمًا عَلَى مَشْجَبِ المَمْنُوعَات ..؟
1}- أنْ أُجِيْدَ فَنَّ التَخْطِيْط ,, المُرَاوَغَة ,, تَغْيير مَلاَمِح شَخْصِيَتِي بِعَشَرَاتِ الأقْنِعَة
2}-أُصْبِحُ ظَالِمَة لَعَلِي أتَصَالَحُ أخِيْرًا مَعْ النَّوم ,, أغْفُو وأنَا أتَلَذَّذُ بِسَمَاعِ أَنَّاتِ الغَيْرْ وهُمْ يَثمَلُونَ كُؤُوسَ عَذَابِي ,,
3}-أُمْعِنُ في التَّجْرِيح ... مُمْتَشِقَة الكَلِمَات حِرَابًا ,, أُبْكِي مَحَاجِرًا كثيرًا مَا أبْكَتْنِي و جَعَلَتْنِي أتوهُ في أديم الأحْزَان.
4}- أقْسُو وأقْسُو ,, وبِلُؤْمٍ أتَعَامَل,, أُشَكِلُ حَواجِزًا مِنْ صَوَّان تَصُدُّ أي هُجُوم مُضَاد ,, بَعْدَ مَا اسْتَهْلَكْتَ أعْصَابِي حَتَى آخِرِ قَطْرَة ,,
5}- أُقلمُ الطِّيبَة المَغْرُوسَة في أعْمَاقِي ,, أُرَبِي مَكَانَهَا الخُبْث وضَغِيْنَة الكُرْه ..أَنْتَعِلُ الغُمُوض لَعَلِي أسْقِي الغَيْرَ مِمَّا أسَقُونِي ولَو مَرَّة ,, وأنَالُ شَهَادَة تَقْدِيْر في الكَشفِ عن خُبْثِ الآخَرين ,,
6}- أحجبُ ,, وأحذفُ ,, وابترُ ,, أي أحد ولأي سَبَب بل أضعُه في خَانَة الغَيْر مَرغُوب فِيهِم ,, وبِدَم يَعْتَلِيْه مُكَعَبَاتِ من الثَّلْج ,,
7}- بكُل بَسَاطَة و بمِمْحَاةِ الوَقَاحَة أمْسَحُ التسَامح المتواري خَلْف القَفَص الصَّدْرِي ,, وأُنْعِشُ قوانين :" الغاية تبرر الوسيلة " و" مصلحتي فوق الجميع8}- أتزين بالأنانية ,, أُلغي من قلبي كلمات " الحب – الود- المعزة " وأخصصها كلها " لي " تحت مبدأ " أنا وما بعدي الطوفان "
9}- أخلع ثوبَ العفوية ,, أحدد بدقة تصرفاتي ,, أرسمُ خريطة قبل أي موقف أو تفاعل أو مبادرة ,,هكذا يكون التخطيط أليس كذلك؟
أيها الضمير الغافي ,, لماذا توشحتَ القسوة ونزفتَ سُمًا قاتلا ..؟ لماذا تقتاتُ على مشاعري البريئة ..؟ ماهذا الزمن البائس المشرف على شلالات الألم ..؟ تُنسقُ حروفكَ بتؤدة ثمَّ ترسلها سهاما تتسابق في حفر ونتىء الجراح .. تضغط على مياسم النيات الحسنة لعلك تجدها سيئة لتواكب توقعاتك وظنونك الآثمة,, ثم تلوذ بصمتك المعتاد وترحلُ بعيدا ,, تسْعَدُ كلَّمَا استبَدَّت قتَامَة انطبَاعَاتِكَ المسْتَمِرَّة في العطاء العكسي ,,
لماذا هذا كله أيها الضمير ..؟ أ لأني عدتُ لدفترِ الذكريات..؟ كنتُ قد دونتُ فيه كل ما مضى بحلوه ومره..أ لأني أحببتُ أن أعقدَ معك صفقة ودٍ حقيقية ,, وحاولتُ هدم حاجز التشنجات الذي بُني بيننا ,, نزعتُ عنك الألقاب لأني نقلتك كما أحببتَ من مربع الحب إلى مربع الود ,, حيث زرعنا هناك نخلة باسقة أسميناها "صداقة"
من حقي أن أُقاوم تدمير رقة إحساسي الذي أهلكهُ تذبذب تصرفاتك على سلم المشاعر ,, وفضلتُ أن أريحكَ من كثرة الشكوى والنقد والتذمر من ردات فعلك ,,
وقررتُ عني \ عنكَ أن أكون حارسة لصفاءٍ اشتقتُ إليه منذ لقاءاتنا الأولى ,, حيثُ احتضَرَتْ انفعالاتكَ في الحوارات فقد أجدْنَا إدارتِهَا بفضل حدود طباعي الراقية ,, كنتَ تغضبُ ,, تنفثُ الكلمات المسيئة ,, تغادرُ بلا سلام ولا كلام ,, تتعمدُ التجريح وإيذاء المشاعر ,, أما أنا: كنت كالفلين أمتص نزيف ثورتك أحاوركَ وكأن شيئا لم يكن ,, تصمتُ أحدِّثُكَ ,, تثورُ ببرودةِ الثلج أصدُ هجومكَ بكِيَاسَة ,, تتثاءبُ ,, تعتذرُ ,, تتراجعُ أسرعُ وأسامحكَ بكل رضًا ,,
متى شئتَ تقولُ فيَّ شعرًا : [ أنت حقا دُرَّة نادرة ] اسم على مسمى فليرحم الله من سماكِ [ أنتِ فرسٌ جموح أصيلة ] كنتُ الوحيدة التي تتحملكَ مهما كنتَ وكيفما كنتَ " تلجأ إلي كُلمَا استفزتكَ الدُّنْيَا واجتَاحَتْكَ الهُمُوم لتَصُّبَ جَامَ غضبِكَ منكَ \ إليّ ترتاحُ أنتَ وألوكُ بيني وبين نفسي كلماتكَ ,, وأقضي وقتي بين الحيرة والدموع,,
اعتدتُ أن أُجيد خِيَاطَة جُرْحِكَ و جراحي منكَ قبل أن تتأزم ..!! ببلسمِ طيبَتي ,, أُبدِعُ في ترمِيم خرائط الألم بمشرط كلماتي .. وأعود وأسامحكَ
تفتحُ الصفحة تلوى الأخرى حتى ملَّتْ منكَ الصفحات المتساقطة على عتبات مزاجكَ ,, وفي كل مرة أصدق صفحتك الجديدة ووعودك الكثيرة ,,
كنتُ دوما بين يديك وردة مقلمة من الأشواك كي لا تجرحك ,, تركتُ العلل تتسللُ في جَسَدِهَا الحَسَّاس وأنتَ ...... ما أسْعَدَكَ..!! ,,
كل هذا دون تخطيط ولا تحضير ولاتسيس ,, هي طبيعة فقط ,, هي أخلاقٌ النبلاء التي رضعتُ منها منذ الصغر ,, أحببتُ أن أُدخِل البَسْمةَ لأيامكَ,, وليس الضحكة المستهزئة ,, ولا السخرية المستفزة ,,ولاولوجك في بحور الصمت فجأة,, كل هذا أمام فيض من المشاعر الصادقة التي قطَّعَت معالمَ أوردتي وأرهقت ذاكرتي وأنعشت ذاكرتكَ ,, فهل ارتكبتُ بالله عليكَ ذنب ..؟ أو جريمة يعاقبُ عليها قانونكَ المستبد أيها الضمير ..؟
من وكَلَكَ على إنسانيتي لتُصدرَ قرارات مجحفة بحقي وتعلقَ مشنقة لإعدام براءتي ..؟ و رغم كل هذا وفي الممرات المكفهرة ارسمُ بسمة وأعزفُ ألحانا رقيقة لتكتسي علاقتنا الاستثنائية بُرقعًا نُدثرُ فيه جِرَاحَنَا ,, مآسِيْنَا ,, أحْزَانَنَا فكل منا هنالك ما يؤرقه ,, نتقاسمُ أفراحَنَا آمالنَا ,, نفعِّلُ مراكب الود ,, نسيرها بهدوء بين شطيْنَا لترسو الأعصاب عند حدود لايعرف إلا قداسة الاحترام وصدق المشاعر .. مع مواكب للأمل ......
(سفانة بنت ابن الشاطئ )