بقلم: هدي المهدي
في امريكا, في مصر, في كل بقاع العالم تتعرض النساء للتحرشات اللفظية, النفسية.. الجنسية, مما دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلي إعلانه عن حملة عالمية لمواجهة التحرش ضد المرأة في العالم كله بصفته أول معوقات مشاركتها الفعلية في التنمية..
من منكن لم تتعرض لحادث تحرش في حياتها؟ هذا السؤال الجريء والاستفرازي بدأت به أمل الباشا من اليمن مدير منتدي الأشقاء العربي لحقوق الإنسان كلمتها في المؤتمر الإقليمي الموسع حول التحرش كعنف اجتماعي الذي أقامه المركز المصري لحقوق المرأة مؤخرا في القاهرة.. وكانت الإجابة صريحة عندما رفعت90% من الحاضرات الناشطات النسائيات في16 دولة عربية ايديهن يعلن بكل جسارة عن تعرضهن لهذه الآفة الاجتماعية التي انتشرت بشكل يدعو إلي الوقوف والمواجهة بالعرف والقانون.
وكان هذا الاجتماع والاعتراف بوجود تحرش في الدول العربية هو بداية للإعلان عن كسر حاجز الصمت والخوف عن التحدث حول هذه الظاهرة التي باتت وباء اجتماعيا يجب العمل علي التخلص منه.
وعلي غرار هذه المصارحة والاعتراف أعلنت الناشطة زينب بدر الدين محمد( من السودان) عضو مباردة( لاتقهر النساء) إن قضية التحرش تعد من القضايا المدفونة في المجتمع العربي, مما يولد لدي النساء شعورا بالدونية والاحتقار.. وأكدت إن التحرش هو استمرار لعملية العنف السائدة ضد المرأة في المجتمعات الشرقية والتي تبدأ بعملية الختان وهي الصدمة الأولي التي تواجهها الأنثي في تلك المجتمعات, ومؤشر واضح وصريح علي اعتبار المرأة خلقت لإمتاع الرجل فقط..
من أمريكا أعلنت د. شريفة زهير مديرة معهد الدراسات الشرق أوسطية والإسلامية أن ميشال أوباما تسعي إلي التعزيز من سلطة القانون لمواجهة التحرش الجنسي في امريكا كما تسعي إيضا إلي نبذ ثقافة التحرش بكافة صوره, حيث اثبتت الدراسات والأبحاث أن المرأة السمراء أكثر تعرضا للتحرش من غيرها..
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل القوانين هي السبيل الوحيد لإنقاذ المرأة من التحرش أم أن هناك حاجة الي الدعوة إلي احترام أكثر للنساء في كل زمان ومكان؟؟.