رحلت كسيفٍ في الخواصِرِ مغمدٍ مصطفى السنجاري أعبدَ الرسول الفّذِّ نزجيك دمعَنا وأنت من الدنيا إلى الله سائرُ رَحلتَ تركتَ النبعَ دونك مُقفَراً كأطلالِهم دارت عليها الدوائرُ رحلت كَسَيفٍ في الخَواصِرِ مُغمَدٍ وجرحٍ بأغوار الحشا وهو غائرُ وسافرْتَ حتّى كنتَ خيرَ مسافرٍ تباهي بلقياكَ القصورَ المقابرُ وغَيَّبْتَ في صدر المُحبّين شَهقةً وقد بك كانت تستطيبُ المشاعرُ تركتَ على وجه القريضِ كآبةً وكمْ بك كانت للزوال تهاجرُ قدِ اختارَكَ الموتُ الذي نحنُ دونَه ومَنْ ليسَ يختارُالذي هو فاخرُ فسابقتنا نحو العلى كنتَ أوّلاً لأنّك أحرانا .. ونحنُ الأواخرُ عزاء الألى نهش الدّموع تركتهم بأنّك في دار الخلودِ تسامَرُ ألا إن تركتَ الركْنَ في النبعِ شاغراً ففي القلبِ يا تربَ النّدى أنت حاضرُ وما زلتَ بين الأصدقاء أنيسَهم لذكرِكَ فيهم تستفيقُ الخواطرُ
لمَ لا أثورُ على الزمان وأغضَبُ لمْ يبْقَ في القطعانِ إلاّ الأجربُ أنا ما عدِمتُ الوردَ رغمَ غلائهِ وعدمتُ مَن يُهدى إليه ويوهبُ https://www.shar3-almutanabi.com/forum/archive/index.php/t-4810.html