((رسالة امرأة إلى حبيبها الذي عصفت بقلبه هواجس الشك والغيرة ))
وهي معارضة لقصيدة الشاعر الكبير ثروت سليم (( لن أواسيك ))
يا مَن بعُمْريَ قد أقسمْت أ ُفديكا = ما مرَّ في خاطري يوماً سأعصيكا
وقد رويتُ فؤاداً مضّهُ عطشٌ = فهل تحطـّمُ كأساً كان يرويكا
هذي هيَ الروح سَلـْها إن شككـْتَ بها = فإنها بصريح الحقِّ تـُنْبيكا
وإنها أقسمتْ يوماً وما حنثت = ألا تحِلَّ بوادٍ غيرِ واديكا
فخِسّة ُالغدر ليستْ من شمائلنا = وإن رحلتَ فلن أغتالَ ماضيكا
إنْ كنتَ بالشكِّ مخدوعاً فذا جسدي = قطـّعْهُ واحْرقـْهُ كي تـُرضي الصعاليكا
وإن بقيت على عمْدٍ تقاطعُني = أبقى مدى العُمْر يا عُمري أناجيكا
هذا فؤادي وفيه نصلُ قاتلة ٍ = من المظنـّةِ جاء اليومَ يشكوكا
أنوثتي وأصول العشق تمنعُني = أن أقتلَ الحبَّ في قلبي وأهجوكا
قلبي على العَهْدِ ما زلـّتْ به قدمٌ = وإن أبيتَ عسى الرحمانُ يهديكا
وما تشاءُ من الدنيا بأجمعِها = خذهُ ودعْ لي مكاناً فيه آتيكا
قد كنتُ أحسبُ هذا الحبَّ يُلبسني = عزاً مدى الدهر يُرضيني ويُرضيكا
فما عهدْتُكَ بالهِجران تذبحني = ورقـّة الطبع كانت من معانيكا
ها قد قدمتُ إلى مغناكَ جارية ً = ألستَ بالذلّ تسعى أن ألبّيكا !!
النص الكامل لقصيدة الشاعر ثروت سليم
لَن أواسيكِ
*****
أنا الذي قَد صَبَبْتُ الشِّعرَ في فِيكِ = وكُنْتُ مِن قُبُلاتِ الحُبِ أسقيكِ
أنا الذي رَسَمَ التفاحَ في ألَقٍ = علَى الخُدودِ ... وكَم غازَلْتُهُ فيكِ
شَهْدٌ أنَا وخُمُورُ العِشقِِ تُسكِرُني= وكَم كَتَبْتُ كثيراً مِن أغَانيكِ
أنا الذي قد رَسَمْتُ الصَّدْرَ قَافيَةً = وكُنتُ مِن هَمسَةٍ بالليلِ آتيكِ
وكنتُ أغتَالُ صَمْتَاً حينَ أعصُرهُ = وحينَ أسكَرُ في الدُرَّاقِ أُشجيكِ
وحينَ أرْسُم فوقَ الخَصرِ خَارطتي= يَمُوجُ في غَنَجٍ .. لَمَّا أُغَّنِيكِ
وحينَ يَشتد جَمْرُ الشَّوقِ مِن سَهَرٍ = وأسمَعُ الفَجْرَ في أنشودَةِ الدِيكِ
يَذوبُ شِّعري وفي الأحضَانِ مَرْقَدُهُ = يَغفو ولَكِّنَني .. أبَقَّى أُنَاغيـكِ
أنا الذي قد صَنَعْتُ الفَجْرَ فانتظري= لا تَرحَلي قبلَ أن أغتَالَ مَاضيكِ
أنا الذي لو أمَرْتُ الشِّعرَ يَسمَعُني= ولو هَمَسْتُ إلى الإلهامِ يَعصيكِ
فأنتِ ..يَا أنتِ يَا مَن كُنتِ مُلْهِمَةً = وكنتُ بالروحِ أو بالقلبِ أفديكِ
مَنَحْتُكِ الحُبَ والإلهَامَ مِن زَمَنٍ = وكنتُ أفعَلُ مَا قَد كَانَ يُرضيكِ
ولستُ أقبلُ مَنْكِ اليومَ مَعذِرَةً = ولَن أقارِنَ نَفسي .. بالصَعاليكِ
رُجولَتي وبُحورُ الشِّعرِ تَمنَعُني = أن أُغرِِقَ الحُبَ في بَحري وأنْجِيكِ
لي مَا أشَا ولَكِ الدُنيا بأجمعِهَا = ولَستُ أبكي ولا بالشِّعرِ أبكيكِ
فكلُ مَن مَرَّ بَعدي باتَ مُنهَزِمَاً= ولَيسَ يُعطيكِ مَا قد كُنتُ أُعطيكِ
وكل شَدْوٍ نشَازٌ بعدَ أغنيتي = وليسَ يُنسيكِ مَا قد كُنتُ أُنسيكِ
ولَن يُدَنْدِنَ طَيْرٌ مثلَ دَنْدَنَتي = وأنتِ بالشَّوقِ والنَجوَى أنَاجيكِ
وليسَ يزرعُ مثلي كلُ رَاحِلَةٍ = وليسَ يَغْرِِسُ أشجَاراً بوَاديكِ
أنا المُهَنْدِِسُ مَاءُ الشِّعرِ عَلَّمني= أن أزرَعَ الوَرْدَ فيكِ ثُم أرويكِ
فهل سأزرَعُ وَردَاً ثُمَ أحصُدُهُ = شَوْكَاً وغَيرِِيَ جَاءَ اليومَ يَجنيكِ ؟
ولي مِن الشَّمْسِِ جَاءتْ ألفُ مُعجَبَةٍ= تَقولُ هَيْتَ ولي قلبٌ يُناديكِ
وفي خِطَابٍ مِنَ الأعماقِ أرسِلُهُ = لعَلَّهُ قبلَ مَوتِ الحُبِ يُحييكِ
نعم أُحبُكِ لَكِنْ لَستُ أطلُبُهَا = ولن أُقَدِّمَ عُذرَاً مِن مَعَالِيكِ !!
نَعم أُحبُكِ لَكِنْ تَحتَ مَمْلَكتي = فإن خَرَجْتِ فإني لَن أواسيكِ
ثروت سليم =