ثنائية (همسات في عالم من الضجيج)هناء المهنا &فراس عضيبات

أنا أنتظر
هنا وحدي الآن
...
يد تحاول أن تصفق وحدها ولا تقوى
أريد شمعة تنير لي المكان
أريد قبسا من نور يطيح بكل هذا العالم من السواد

	بكل الرقي والتميز نحلق في عالم من الأحلام ورقة العشق الأبدي عالم سرمدي خيال تفيض به الروح هنا وهناك تسمو بفضاء ملائكي نقدم لكم همسات ثنائية ترتقي بمشاعركم وتستوطن قلوبكم الشجية يقدمها بكل فخر لكم أ فراس عضيبات أ هناء المهنا

ومن أنت؟ سؤال سألته الآلاف ولم يجبني عليه أحد من تراك تكونين أين ترعى يا غزال؟ أين تربضين في النهار يا لبؤة ترى هل أنت باردة كالماء الذي أطفئ به ظمأي أم حارة كالماء الذي أقتل به الأمراض أم فاترة كلماء الذي تغتسل به روحي من أي خيوط نسجو لك الثوب الذي تلبسين؟ وكم من الناس جمعو الأوراق وغسلوها بمياه الينابيع لتعدي لك كأس الشاي من أنت؟

أنا أشربها الآن
للقهوة مذاق لا يستطيع وصفه إلا اللسان
وليس للسان لسان لكي يصف
عيناك ليل يحميني ويخيفني .. يحميني من عيون الناس ويخيفني من التورط
صباح إذن .. له مذاق القهوة وسطوة الليل
إلا أن يد الزمان تعبث أحيانا بالقهوة فتؤخرها عن موعدها فتخربها
وتعبث كثيرا بالليل فتجعله قصيرا مع سهرة حلوة أو طويلا مع أرق مرّ
عيناك .. لا شيء يعبث بهما ولا شيء يخربهما .. إذا تقدم بهما العمر وتلاشى منهما بريق الحياة
فلست وقتها أنت , وليست عيناك عينيك ولست أنا أنا
ما يهمني هو عيناك الآن والآن فقط لكن يهمني الليل والقهوة الآن , وبعد الآن , وقبل الآن

جمال الروح بين

نبضاتها

همس يشرق فتصحو

من غفوتها

كم وكم لبثت هنا

بين جوانب لاتتذكر
متى وأين

لكن الآن بدأ العمر

بأروع اللحظات

دفء يسري كلما

لاح طيفك

شذا يرنو ويرق

عبر أريج الورود

تغنت الأطيار حولي

ولتكن معي لألف سنة

وماذا يهم ؟

مادمنا معاً لن نكترث

بعالم حولنا مساره
مختلف

ها أنت تعلمينني ما لم أعلم
نبضات الروح
نعم
إن للروح نبضات... لم أعرف هذا إلا منك
يتجدد الربيع
يتردد إبريل
تتمايل زهور اللوز مع آخر نسمات الشتاء الذي يحتضر
أما الربيع فقد تعلم منك كيف يتجدد
وإبريل كيف يتردد
لكن أزهار اللوز ترتسم على بسمة
لا تكاد ترى على شفتيك
ترى
هل علي أن أطفئ بعض الأنوار الأخرى؟
نعم أظن ذلك
فقد حضرت
وأغرقت بنورك المكان وجعلتني أشفق على الظلام

ويأتي البدر لمشاركتنا

هدوء المساء وضياءه

ينعكس على صفحة

السماء بكل أنبهار



وكأن الكون ملكنا

ولم نبرح جلستنا


حتى لاح طيف

ينمو صغيراً

أنه الشفق

يبدأ ليولد معه

حب بين زوايا

قلوبنا لتهدأ

وتخفق بجنون

وكأن خيول تركض

خلفها دهشة

كم كان انبهار الروح
يغزو كل مساماتها

وترتسم بسمة ربيع

وحب بريء لروحين

توحدا

نعم يولد الشفق ويبدأ الحب ويولد الحب ويبدأ الشفق وكلاهما يرتديان اللون الأحمر خجلا إلا أن للحب بدايات ليست بداية واحدة العروس تتخلص شيئا فشيئا من خجلها وتنغرس في التجربة الجديدة الصقر ينقض من الأعالي ليلتقط فريسته ويهرب بها إلى أعلى وينظران للأسفل يبدو لهما كل شيء صغيرا ويتوحدان لحظة فلا الصياد عندئذ صياد ولا الفريسة فريسة ينظران إلى بساطة الأرض وصغر همومها ترى إلى أين يحملها أولا؟

أشتقت لرؤية طيور النورس
بين فضاء فسيح وبحرجارف


شوق إلى همسات الموج

وصوت يردده النورس

مع الفضاء

صدى يرسل شعاع


أشتياق ورهبة لكل

ماهو رائع بين الروح

تختال بين الروح نبضة

تخفق ولاتتوقف


تتسارع بين الموج

صمت ساحر

وهمس حبيب

يسترسل ببوحه

حتى شمس المغيب

أحب النوارس عندما تكونين غائبة وأنت الآن هنا دعيها للبحر ودعك لي ودعيني لك اجعلي صوتها موسيقا تمتزج بموسيقا الماء المتعانق ودعيها تتحدث عنا للحظة ودعينا صامتين قليلا العيون هي من تتكلم الآن