صحيح من قال " حب نفسك أولا لكي تحب الآخرين" ولكن لحب الذات حدود يجب أن لاتتعدى ماهو متعارف عليه في المجتمع. حب الذات من أجل تعلم حب الآخرين يختلف كثيرا عن الأنانية التي تركز على حب الذات ونبذ الآخرين أو اهمال حقوقهم المساوية. وحب الذات الصحي يختلف عن حب الذات المرضي، وهو بالضبط ماسنلقي الضوء عليه لأن الكثيرين مازالوا حائرين للاجابة على سؤال فيما اذا كانت الأنانية مرض بالفعل أم سلوك متأصل أو مكتسب. في أول دراسة اجتماعية مع بداية عام 2010 لقسم العلوم الانسانية في جامعة / يونيبان/ في مدينة ساو باولو البرازيلية التي يبلغ عدد سكانها ستة عشر مليونا بينهم حوالي ثلاثة ملايين نسمة ينحدرون من أصول عربية، أوضح معدوا الدراسة بأن الأنانية يمكن أن تكون مرضا ومرضا خطيرا اذا خرجت عن الحدود المألوفة لحب الذات وتمحورت الشخصية على الذات فقط. الأنانية وحب الانتقاد قالت الدراسة ان الشخص الأناني لايستطيع أن يبقى ساكتا ولو للحظة اذا تواجد مع الآخرين. يحب أن يظهر نفسه ويبدأ بالهجوم الانتقادي على الآخرين بسبب خوفه من انتقادهم له. وهذا، على حد وصف الدراسة، نوع من الهوس الذي يراود الشخص الأناني الذي لايقبل أي انتقاد موجه له. وأضافت الدراسة بأن الأناني لايضيع أية فرصة لانتقاد الآخرين ليبرز على الساحة ان كان بالشكل الصحيح أو الخاطىء. وأوضحت الدراسة بأن الانسان الأناني يعاني وبشدة من انتقاد الآخرين له ولهذا السبب فهو يستبق الأمور ويبدأ بتوجيه انتقاداته للآخرين بسبب أو من دون سبب. حب الذات صفة طبيعية في الانسان قالت الدراسة ان حب الذات صفة طبيعية موجودة عند كل انسان، وهذا ضروري لمعرفة كيفية حب الآخرين. كل انسان يحب مصالحه وبيته وعائلته وأولاده ووطنه، لكن للأنانية صفاتها المختلفة. انها تعني التمحور على الذات ونفي وجود الآخرين. الأمر يصبح خطيرا جدا عندما يصل حب الذات الى هذه المرحلة. فالانسان يحب نفسه لأنه موجود مع الآخرين في مجتمع ولكن الأناني يعتقد بأنه الوحيد الموجود والوحيد الذي يجب أن يحدد تصرفات الآخرين والوحيد الذي يملك حق توجيه الآخرين طبقا لنزعاته الشخصية. الأولاد في الصغر أنانيون لكي يثبتوا لأنفسهم وللآخرين بأنهم جيدون كمثلهم الأعلى مثل الأب أو الأم أو شخصية في خياله الطفولي يعتقد بأنه يجب أن يعتز بنفسه ليصبح مثلها في المستقبل. الأنانية تصبح متأصلة في شخصيات هؤلاء الأطفال بغياب توجيه الآباء والأمهات لهم وتعليمهم كيفية محبة الآخرين لأنه موجود مع الآخرين. هذه الأنانية متى أن أصبحت متأصلة فمن الممكن جدا أن تتحول الى مرض نفسي يعاني الفرد من نتائجه السلبية الكثيرة. الأنانية المرضية تعني استغلال الآخرين أضافت الدراسة بأن الأناني لايترك أية فرصة من أجل استغلال الآخرين لمصالحه الشخصية. وان كانت الأنانية مرضا فان الشخص لايتوانى عن استغلال حتى أقرب الناس اليه كالأخ أو الأخت أو الأبوين. وأكدت الدراسة بأن جانب استغلال الآخرين للمصلحة الشخصية يعتبر من أخطر أنواع الأنانية لأنها تمس بشكل مباشر بالآخرين وتضر بمصالحهم. وهنا ينظر الأناني الذي يستغل الغير لمصالحه الشخصية الى الآخرين نظرة دونية. وتابعت الدراسة تقول انه في هذه النقطة بالتحديد تتحد الأنانية مع التمحور على الذات. أي أن الأنانية تصبح مرتبطة بالتمحور على الذات على حساب وجود الآخرين. نتائج الأنانية المرضية حددت الدراسة وجود ثلاثة نتائج خطيرة ناجمة عن الأنانية المرضية وهي:
1 – صعوبة بناء علاقات مع الآخرين: وهذا يتضمن صعوبة بناء علاقات طبيعية أو غرامية ان كان في الوظيفة أو المنزل أو المجتمع بشكل عام. وقالت الدراسة انه من الطبيعي أن تختلف الآراء بين الناس ولكن الأناني لايحلل آراء الآخرين بل يمحيها من الوجود لتحل محلها آراءه فقط.
2 – فقدان الاهتمام بالنشاطات العامة: الأنانية المرضية تعني بأن الشخص المصاب بها لايهتم النشاطات العامة اجتماعية كانت أو ضمن المجموعة ان لم تكن الأمور كلها حسب هواه. فالناس الأنانيون لايستطيعون الانخراط في أية نشاطات مفيدة للآخرين لأنه يريد المنفعة كلها له فقط.
3 – الشعور بالوحدة والعزلة: من النادر جدا أن يملك الأناني دائرة من الصداقات مع الآخرين بسبب عدم احترامه لآراء الغير. حتى ان وجد أصدقاء في حياة الأناني فانهم يبدأون بالابتعاد عنه في كل مرة تظهر فيها الأنانية بشكل واضح.