أديب شقير- نعيش في عالم واسع يتكون من دول كثيرة تتوزع على قارات متعددة وشعوب ولهذه الشعوب عادات وتقاليد وأنماط حياة مختلفة ونحن في المجتمع العربي لنا لغتنا العربية ولنا عادات وتقاليد ودين إسلامي يجمعنا ويوحدنا وكذلك لنا تاريخ مشترك ومصير واحد وأهداف مشتركة وهذا المجتمع الذي نعتز به يتكون من أسرة كثيرة وكل أسرة تتكون من الأب والأم والأبناء بنين وبنات
وتربية الأبناء تقع على كاهل كل من الأب والأم على حد سواء فلا بد من الحرص على تنشئة هؤلاء منذ البداية على الأخلاق الفاضلة والتحلي بالصفات الحميدة والتمسك بالعقيدة الإسلامية والتعامل مع الناس بإنسانية وأدب واحترام وتبصيرهم وتعريفهم بواجبهم نحو أنفسهم أولا ثم نحو أهلهم وأقاربهم ووطنهم .
فالأسرة هي الأساس في المجتمع فلا بد من أن تكون العلاقة بين أفرادها قوية ومتينة وان تسود بينهم روح المحبة والألفة والثقة والتعاون والصراحة ونحن كآباء لنا دور مهم وأساسي في تربية الأبناء فأولادنا هم أمانة في أعناقنا وعلنيا أن نؤدي رسالتنا نحوهم على أكمل وجه ودورنا هذا يستغرق مشوارا طويلا مهم خلال فترات حياتهم منذ الطفولة إلى أن يصبحوا رجالا واعين ومثقفين
دورنا نحوهم في مرحلة الطفولة يتمثل هذا الدول في أمور كثيرة منها ما يلي : أن نهتم بتربيتهم وتقديم ما يحتاجون إليه من مآكل ومشرب ولباس و الحرص على تعليمهم قول الصدق وتجنب الكذب والاهتمام بدراستهم والمحافظة على نظافة البيت والمدرسة كذلك العمل على تشجيعهم على التعاون ومعاملة الناس معاملة حسنة واحترام الكبير وطاعة المعلم وتقديره وتنمية وغرس عادات حسنة وصفات حميدة في نفوسهم مثل : العطف على الفقراء ولو بشيء رمزي وتجنب الكلام المسيء وقول الكلام الطيب الحسن وتنظيم الوقت للدراسة واللعب ومشاهدة التلفاز والنوم .
والاهتمام بتشجيعهم على العمل داخل البيت وقت الفراغ ومساعدة الأب خلال العطل الفصلية الشتوية والصيفية وتبصيرهم وتنويرهم بوجوب مصاحبة الإنسان الطيب, الصادق, والأمين, وتجنب رفاق السوء.
وتشجيعهم على القراءة والمطالعة وأداء الواجبات المدرسية بانتظام وان يعتبروا مدرستهم بيتهم الثاني فيحافظوا على نظافتها وأثاثها ومختبرها ومكتبتها وحديقتها. وإشعار الأبناء بأننا دائما نسأل معلميهم عن تحصيلهم الدراسي وعن سلوكهم ومشاركتهم الصفية . ومعاملة الأبناء معاملة حسنة وهذا يترك اثر جميلا في نفوسهم.
مرحلة الصبا والشباب : هذا الدور مهم جدا وحساس وعلينا نحن كآباء أن نعمل وان نراعي الأمور التالية:أن تستمر معاملتنا الحسنة نحو الأبناء مع وجوب التركيز على تشجيعهم دائما على الابتعاد عن رفاق السوء وتجنب ما يغضب الباري جل شأنه, ووجوب العمل بما يرضيه من حرص على أداء الصلاة ومساعدة المحتاجين ودورنا نحوهم يستمر من حيث إكسابهم صفات الأمانة والشجاعة واحترام الآخرين ومراعاة شعورهم وعدم الإساءة إليهم .
وكذلك علينا إن نعاملهم المعاملة التي تليق بهم فنحترم آراءهم وأفكارهم وان نتجنب إحراجهم داخل البيت أو أمام الناس وذلك من اجل أن تستمر المحبة والاحترام بين الآباء وأولادهم . والمثل يقول : إن كبر ابنك خاويه, وعلينا الاهتمام بتوفير كل سبل الراحة ومستلزمات الدراسة للأبناء سواء للمدرسة أو الجامعة ومكافأة الابن المجتهد ومدحه والثناء عليه ومما يلفت النظر انه يجب علينا أن نتجنب التمييز بين الأبناء أو التفرقة بين البنين والبنات وان ننبذ هذه الفكرة وان نبتعد عنها إلى الأبد فلا فرق بين الابن والبنت وعلينا كآباء أيضا أن نشيع جو المرح والسعادة والتفاؤل داخل البيت وان نخفف من لوم الابن أو البنت في حال التقصير في مادة أو في حالة الشعور بمرض عارض فالأسرة المتماسكة التي تسودها المحبة والاحترام هي أسرة قوية وناجحة