أروى بنت الحارث
بقلم فالح الحجية
هي أروى بنت الحارث بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشية عمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وشقيقة والده عبد الله .
تزوَّجها في الجاهلية عمير بن وهب فولدت له( طُلَيباً) وأسلم طُلَيب في دار الأرقم بن ابي الارقم عندما كانت الدعوة الاسلامية في سريتها.
وقيل عرض أبو جهل وعِدد من كفار قريش للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم فآذوه في بداية دعوته للاسلام فعمد ابنها ( طُليب بن عُمير) إلى أبي جهل فضربه وشجّه فأخذوه وأوثقوه فلما علم أبو لهب خاله عمل حتى خلاّه أي اخلى سبيله فقيل لأروى:
- ألا ترين ان ابنك (طُليباً) وقد صيّر نفسه غرضاً دون محمد ؟
فقالت: خير أيامه يوم يَذُبُّ عن ابن خاله وقد جاء بالحق من عند الله
فقالوا لها : ا ولقد تبعْتِ محمداً ؟
قالت: نعم .
فخرج بعضهم الى أبي لهب وأخبره فأقبل حتى دخل عليها
- فقال: عجباً لك ولاتباعك محمداً وتركك دين عبد المطلب ؟!.
- فقالت( قد كان ذلك فقم دون ابن أخيك واعضده وامنَعْهُ ، فإن يظهر أمره فأنت بالخيار أن تدخل معه أو تكون على دينك ؟ وإن يُصَبْ كنت قد أعذرتَ في ابن أخيك )
- فقال أبو لهب: ولنا طاقة بالعرب قاطبة ؟ جاء بدين مُحْدَث؟
وأبى أن يُسلم
فكانت أروى -رضي الله عنها- قد اسلمت واخذت تدافع عنه وتذُبّ عنه بلسانها وتشيع بين نساء قريش صدْقه وأمانته وأنه نبي الله وتدعوهنّ للإسلام رضي الله عنها وأرضاها.
ثم خرج على أمه أروى بنت عبد المطلب فقال لها :
- تبعت محمدًا وأسلمت لله رب العالمين .
فقالت أمه: إنك على حق من وازرت ومن عاضدت ابن خالك والله لو كنا نقدر على ما يقدر عليه الرجال لتبعناه ولذببنا عنه.
فقال لها : يا أماه, وما يمنعك أن تسلمي وتتبعيه فقد أسلم أخوك الحمزة.
فقالت: أنظر ما يصنع أخواتي ثم أكون إحداهن.
قال لها:أسألك بالله إلا أتيته.
فجاءت الى النبي صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه وصدقته واعلنت اسلامها صحبة اختها صفية بعد ان تشاورتا واتفقتا على الايمان والاسلام ثم كانت بعد ذلك تعضّدُ النبي -صلى الله عليه وسلم- بلسانها وتحُضّ ابنها على نُصرته والقيام بأمره -صلى الله عليه وسلم وكان اسلامها قبل الهجرة النبوية المباركة وعندما هاجر النبي محمد صلى الله عليه وسلم هاجرت هي ايضا الى المدينة المنورة صحبة اختها صفية بعد هجرته .
وقيل مرض عبد المطلب بن هاشم فجمع بناته وطلب من كل واحدة منهن أن تقول ماتحب قوله في رثائه بعد مماته ليسمعه منها وينظر فيه فقالت اروى في رثاء اباها:
بَكتْ عَيني وحقَّ لها البُكاءُ
على سمع سَجِيَّته الحَياءُ
على سهل الخليفة أَبطَحِيٌّ
كريمُ الخيم نِيَّتُه العلاءُ
على الفيَّاض شَيبة ذِي المَعَالِي
أبوه الخَير ليس له كفاءُ
وبعد معركة بدر قامت هند بنت عتبة ترثي اباها وعمها واخاها وتفخر بقتل حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم وتقول:
نحن جزيناكم بيوم بدر
والحرب يوم الحرب ذات سعر
فانبرت اليها اروى واسكتتها وهي تنشد:
يا بنت رقاع عظيم الكفر
خزيت في بدر وغير بدر
صبحك الله قبيل الفجر
بالهاشميين الطوال الزهر
بكل قطاع حسام يفري
حمزة ليثي وعلي صقري
وفدت اروى بنت عبد المطلب على معاوية بن ابي سفيان بدمشق يوم كان واليا عليها وهي عجوز عاتبة عليه لخصومته لعلي بن أبي طالب -إبن عمها- وفاخرته ببني هاشم وفضلتهم على بني أمية فاعترضها عمرو بن العاص فعيرته بنسبة وقيل وتكلم مروان بن الحكم فأفحمته فاعتذر لها معاوية عنهما وسألها عن حاجتها فقالت :
- ما لي إليك من حاجة .
وقامت وخرجت
فقال معاوية لأصحابه:
- والله لو كلمها من في مجلسي جميعاً لأجابت كل واحد بغير ماتجيب به الآخر فإن نساء بني هاشم لأفصح من رجال غيرهم.
توفيت في السنة الخامسة عشرة للهجرة الموافق\ 638 ميلادية في خلافة عمر بن الخطاب .
ومن شعرها هذه الابيات:
بَكتْ عَيني وحقَّ لها البُكاءُ
على سمع سَجِيَّته الحَياءُ
على سهل الخليفة أَبطَحِيٌّ
كريمُ الخيم نِيَّتُه العلاءُ
على الفيَّاض شَيبة ذِي المَعَالِي
أبوه الخَير ليس له كفاءُ
فالح نصيف الحجية
الكيلاني
العراق- ديالى - بلدروز