آخر 10 مشاركات
العلة في العروض(علل الزيادة) (الكاتـب : - )           »          الزحاف الجاري مجرى العلة في القصيدة (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الزمان > نبع من على جدران الزمان

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 10-16-2013, 08:47 PM   رقم المشاركة : 1
أديب





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عبدالله علي باسودان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي الإيمانيات في شعر ما قبل الإسلام

الإيمانيات في شعر ما قبل الإسلام

عندما نقرأ لكثير من شعراء ذلك العصر نجد فيه من الوصف للشهامة و المروءة والأمانة والعفة ومكارم الأخلاق والوفاء بالعهد بالإضافة الى الحكمة والشجاعة وقوة بلاغة وإتقان اللغة العربية مما نعتز به أكثر مما نجده في كثير من أشعارنا والأمثلة على ذلك كثيرة لا حصر لها. فمن الأشعار التي تُعبِّر عن مظاهر الإيمان والأخلاق الحميدة التي أمرنا بها الإسلام قول عمرو بن كلثوم في إحدى قصائده:
فلا العزِّى أدين ولا ابنتيها
ولا صنمي بني طسم أديرُ
أربّاً واحد اً أم ألف رب
أدين إذا تقسمت الأمـور
ولكن أعـبد الرحمن ربي
ليغفر ذنبي الرب الغفور
فتقوى الله ربكم احفظوها
متى ما تحفظوها لا تبورا

ويقول أوس بن حُجر:
وباللأت والعزى ومن دان دينها
وبالله إن الله منهن أكبرُ

ويقول ورقة بن نوفل:
بدينـك ربـاً ليس رباً كمثله
وتركك جنات الجمال كما هيا
وإدراكك الدين الذي قد طلبته
ولم تــك توحــيد ربك ساهيا
أدين لرب يستجيب ولا أرى
أدين لم لا يسمع الدهر داعيا
أقول إذا صليت في كل بيعة
تباركت قد أكثر باسمك داعيا

ويقول النابغة الذبياني:
ولما وقاها الله ضربة فأسه
وللـبّر عـين لا تغمَّض ناظره
فقال تعالي نجعل الله بيننا
على ما لنا أو تنجزي ليَ آخره
فقالت معاذ الله أفـعل إنـني
رأيتك مسحورا يمينك فاجره
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لوفد غطفان الذين قدموا عليه من الذي يقول:
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة ً
وليس وراء الله للمرء مذهبُ
قالوا: نابغة بني ذبيان، فقال لهم:
فمن قائل هذه الأبيات:
أتيتك عارياً خلقاً ثيابي
على وجلٍ تظن بي الظنونُ
فألفيت الأمانة لم تخنـها
كذلك كان نوحٌ لا يخونُ
قالوا: هو النابغة، قال: هو أشعر شعرائكم.
وقال لبيد بن ربيعة العامري:
ألا كل شىء ما خلا الله باطل
وكل نعيم لا محالة زائلُ
وكل امرىء يوماً سيعلم سعيه
إذا كشفت عند الإله الخصائل
وقال أيضاً:
ما عاتب المرءَ الكريم كنفسه
والمرءُ يصلحه الجليس الصالح

وقال عدي بن زيد العبادي:
كفى واعظاً للمرء أيام دهـره
تروح به الواعظات و تغتذي
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه
فكـلُ قرين بالمقارن يقــتدي
فإن كان ذا شرٍ فجــانبه سرعةً
وإن كان ذا خير ٍ فقاربه تهــتدي
إذا ما رأيت الشر ينعت أهـله
و قام جناة الشر بالشر فأقــعد

وكذلك نرى عنترة يعطينا دروساً في الأخلاق الحميدة وفي الشجاعة والعفة والمروءة، نرى من
خلالها شخصية المعلم المربي، فيقول:
أغشى فتاة الحي عند حلـيـلـها
وإذا غزا في الحرب لا أغشاها
وأغض طرفي ما بدت لي جارتي
حتى يواري جـارتي مأواها
إني أمـرؤ سمح الخلـيقة ماجدٌ
لا أتبع النفس اللجـوج هواها
ويقول:
أبصرتُ ثمُّ هويتُ ثم كتمتُ
ما ألقى ولم يعلم بذاك مـناجـي
فوصلتُ ثم قدرتُ ثم عففتُ من
شرفٍ تناهى بي إلى الانصاج
ويقول أيضاً:
لئن أك أسوداً فالمسك لوني
وما لسواد جلـدي من دواءٍ
ولكنْ تبعـد الفحشا ء عـنـي
كبعد الأرض عن جو السماء
ويقول الشنفرى هذه الأبيات الرائعة التي تنم عن منتهى العفة واحترام المرأة لا كما ينا دي به شعراء المرأة هذه الأيام:
لِقَدْ أَعْجَبَتْنِي لا سُقُوطاً قِناعُها
إذا ما مَشَتْ ولا بِذاتِ تلفتِ ِ
تبِيتُ بُعَيْدَ النَّومِ تُهْدي غُبُوقَها
لجارا تها إذا الهد ية قلـت
كأ ن لها في الأرضِ نَسْياَ تَقُصَّهُ
على أمِّهـا وإ ن تُكلمك تبْلُتِ
أُميمَةُ لا يُخْزي نثاها حَليْلَها
إذا ذُكر النِّسوانُ عفََّّتْْ وجَلَّتِ
تبيتُ بمنجا ة عن اللوم بيتها
إذا ما بيوت بالملامة حلت
إذا هو أمسى آب قرة عينه
فآب السعيد لم يسل أين ظلت
فدّقَّت وجَلَّت واسبكرَّت وأُكْمِلت
فلَوْ جُنَّ إنْسانٌ من الحُسْنِ جنت
و نعجب عند ما نرى امرئ القيس في ذلك العصر يأتي في شعره من أحوال أهل الجنة
وما فيها من نعيم مخلّد فيقول في إحدى قصائده:
الأعم صباحاُ أيها الطلل البالى
وهل يعمن من كان في العصر الخالي
وهل يعـمن إلا ســعـيد ٌ مخــلدٌ
قليل الهموم ما يبيت بأوجال
ويقول:
الله أنجح ما طلبت به
والبر خير حقيبة الرجل
ويقول الأعشى:
فلا تحسبنّي كافراً لك نِعمةً
على شاهدي ، يا شاهد الله فأشهد

ويقول حاتم الطائي في الكرم والجود:
أماوِىَّ إِنَّ المالَ غادٍ ورائِحٌ
ويَبْقَى من المالِ الأَحادِيثُ والذّكْرُ
أَماوِىّ إني لا أَقُولُ لسائِلٍ
إِذَا جاءَ يَوْماً حَلَّ في مالِنا نَذْرُ
أَماوِىَّ إِمَّا مانِعٌ فمُبَيِّنُ
وإِمَّا عَطاءٌ لا يُنَهْنِهُهُ الزَّجْرُ
أَماوِىَّ ما يُغْني الثَّرَاءُ عن الفَتَى
أِذا حَشْرَجَتْ يَوْماً وضاقَ بها الصَّدْرُ
أَماوِىَّ إنْ يُصْبِحْ صَدايَ بِقفرَةٍ
من الأَرضِ لا ماءٌ لَدَيَّ ولا خَمْرُ
تَرَىْ أَنَّ ما أَنفقتُ لم يَكُ ضَرَّنِي
وأَنَّ يَدِي ممَّا بَخلْتُ به صِفْرُ
وقد عَلِمَ الأَقْوَامُ لَو أَنَّ حاتِماً
أَرَادَ ثَرَاءَ المالِ كان له وَفْرُ
ويقول امرؤ القيس مؤكدا على العهد والمواثيق وحفظ الجوار وهو ذاهب الى القيصر مع صاحبه بعد مقتل والده:
هو المنزل الآلاف من جو ناعط
بني أسد حزنا من الأرض أوعرا
ولو شاء كان الغزو من أرض حمير
ولكنه عمدا إلى الروم أ نفرا
بكى صا حبي لما رأى الدرب دونه
و أيقن أنا لا حقان بقيصرا
فقلت له: لا تبك عينك إنما
نحاول ملكا أو نموت فنعذرا
وإني زعيم إن رجعت مملكا
بسير ترى منه الفرانق أزورا
على لاحب لا يهتدي بمناره
إذا سافه العود النباطي جرجرا
عليها فتىً لم تحمل الأرضُ مثله
أبـرَّا بمـيثاقٍ و أوف وأصــبرا
ويقول عروة بن الورد العبسى، أمير الصعاليك في ذلك العصر يخاطب رجلاً ثريا بخيلاً فخر عليه بماله وضخامة جسده:
إني امرؤ عافي إنائي شركة
وأنت امرؤ عافي إناؤك واحـدُ
أقسِّم جسمي في جسوم كثيرة
و أحسو قراح الماء والماء بارد
أتهزأُ مني أن سمنتَ و أن ترى
بجسمي مسَّ الحق والحق جاهد
عن عبدالملك بن مروان قال من أجل هذه الأبيات: ما سرّني أن أحداً من العرب ممن ولدني
لم يلدني إلا عروة بن الورد لقوله هذه الأبيات.







آخر تعديل شاكر السلمان يوم 10-17-2013 في 05:57 AM.
  رد مع اقتباس
قديم 10-16-2013, 09:24 PM   رقم المشاركة : 2
أديب
 
الصورة الرمزية حسن العلي






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :حسن العلي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: الإيمانيات في شعر ما قبل الإسلام

هناك أركان للإيمان إتفق عليها المسلمون جميعا

ويأتي في مقدمتها الإأيمان بالله عز وعلا والإيمان باليوم الآخر

وماقرأته هناك هي جهل العرب بالتوحيد ماعدا بني هاشم كونهم موحدون ومن نسل الأنبياء حتما ومنهم جد النبي محمد صلوات الله عليه وآله

ويعز علي عدم قراءة المصادر في موضوعك هنا والذي أرى أن يكون مكانه في ركن آخر غير الركن الإسلامي

فهو مجرد أشعار شعراء في عصر ماقبل الإسلام كانوا يبيحون شرب الخمر ومعاقرة النساء والجمع بين الأختين ووأد البنات

محبتي

تسلم













التوقيع

سطور

  رد مع اقتباس
قديم 10-16-2013, 10:21 PM   رقم المشاركة : 3
أديب





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عبدالله علي باسودان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: الإيمانيات في شعر ما قبل الإسلام

عزيزي الأخ حسن
أنا لا أتكلم عن الأديان في ذلك الزمان وإنما أتكلم عن أن هناك في ذلك العصر مكارم
أخلاق التي أتى بها الإسلام فيما بعد. ومما يؤكد ذلك الحديث الشريف قول رسول
الله صلى الله عليه وسلم

" إنما بعثت لأتمم مكارم الإخلاٌق "

اليس هناك مكارم أخلاق في العصر الجاهلي كما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟







  رد مع اقتباس
قديم 10-16-2013, 10:40 PM   رقم المشاركة : 4
أديب
 
الصورة الرمزية حسن العلي






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :حسن العلي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: الإيمانيات في شعر ما قبل الإسلام

نعم ولم أختلف معك فقد أوضحت لك في تعقيبي أن هناك جهل في التوحيد

والأخلاق من كرم وشجاعة موجودة وحسب ماذكرت أنت ولكن لم ترتقي لدرجة الإيمان وليس قسم الإيمان مناسب لموضوعك هذا فقط ماكتبته لك

راجيا مراجعة تعقيبي بدقة لطفاً .....وقلبي يتسع للنقاش ليل نهار والمصادر كثيرة ومن مختلف كتب المسلمين فمرحبا بك وقتما تشاء

فقط إعتراضي على مفردة إيمان والقسم المناسب ...وقد وأد عمر بن الخطاب إبنته ..وقد عبدوا وسجدوا للأصنام فأين الإيمان ؟

محبتي

تسلم







  رد مع اقتباس
قديم 10-16-2013, 11:50 PM   رقم المشاركة : 5
أديب





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عبدالله علي باسودان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: الإيمانيات في شعر ما قبل الإسلام

ما قاله هؤلاء الشعراء هو من مكارم الأخلاق ومن الإيمانيات التي أمرنا بها
الإسلام، وهو الصدق والوفاء بالعهد واحترام المرأة وغير ذلك.

جاء الإسلام ليتمم هذه الإيمانيات بالتوحيد الخالص لله وبما شرعه الله.

" إنما بعثت لأتمم مكارم الإخلاٌق " حديث شريف.

كثير من غير المسلمين عندهم مكارم أخلاق من قول الصدق والأمانة وعدم الخيانة
والوفاء بالعهد وغير ذلك.
و من المسلمين من يفقد كل ذلك . هذا لا يستطيع أحد إنكاره.

أما عن سيدنا عمر بن الخطاب في الجاهليه منهم من يقوم بهذه الأعمال ومنهم من لا يقره. .







  رد مع اقتباس
قديم 10-17-2013, 06:02 AM   رقم المشاركة : 6
عضو مجلس إدارة النبع
 
الصورة الرمزية شاكر السلمان





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :شاكر السلمان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: الإيمانيات في شعر ما قبل الإسلام

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة













التوقيع

[SIGPIC][/SIGPIC]

  رد مع اقتباس
قديم 10-17-2013, 09:11 AM   رقم المشاركة : 7
أديب
 
الصورة الرمزية حسن العلي






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :حسن العلي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: الإيمانيات في شعر ما قبل الإسلام

حبيبي الأستاذ القدير عبد الله ..كل عام وأنت بألف خير ..

لستُ في خلاف معك في كل ما جئت به هنا أخي الفاضل بل أتفق معك ولكن كان لي رأي ينحصر في نقطتين هنا كما يلي أخي الغالي :
1- الموضوع مكانه كما أراه وقد أكون مخطئاً هو ليس أي قسم في الركن الإسلامي وإنما في مكان آخر يختص بالشعر وماشابه.
2- وكما كتبتُ لك أن الجهل بالتوحيد كان سائدا وان هناك مواصفات للاخلاق كانت سليمة ولكن الإيمان توجد تفاسير عديدة له وعندما وضعتَ موضوعك في قسم إسلامي يروح القارئ ليفهم أن الإيمان المتعارف عليه في الإسلام هو ذاته في الجاهلية
وهنا قد يحصل اللبس ولكن عندما يكون الموضوع في ركن أدبي هنا الأمر والنظر إليه يكون مختلفا ...محبتي
وأضيف
---
1
في حقيقة الأمر أن (الأخلاق) _هذه الكلمة التي جائت في الحديث الشريف_ تُطلق على جميع الأفعال الصادرة من النَفس سواء أكانت مذمومةً أو ممدوحة, هذه هي الأخلاق, فالأخلاق هي الأفعالُ الصادرة من النفس سواءٌ أكانت ممدوجةً أو مذمومة ولذى قال النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: "بُعثتُ لأُتَمم مَكارِم الأخلاق", إذاً هناك ذميمات الأخلاق موجودة ولكنه جاء كسائر الأنبياء ليُتَمم المكارِم من الاخلاق, إذاً فهنا عرفنا أن الأخلاق هي ما يصدر من النفس الإنسانية سواء كان قبيحاً أو كان ذميماً ولذى يُقال في العُرف: فلان أخلاقهُ سيئة!, أخلاقه ذميمة! وفلان أخلاقه رفيعة!, إذاً وصلنا إلى نقطةٍ حساسةٍ وهي أن الأخلاق هي عموم الأفعال التي تَصدر عن النفس محمودةً أم مذمومة ولذى صحَ لنا أن نقول بأن فلانٌ كريم الأخلاق وفلانٌ ذميم الأخلاق.
2
في حقيقة الأمر أن (الأخلاق) _هذه الكلمة التي جائت في الحديث الشريف_ تُطلق على جميع الأفعال الصادرة من النَفس سواء أكانت مذمومةً أو ممدوحة, هذه هي الأخلاق, فالأخلاق هي الأفعالُ الصادرة من النفس سواءٌ أكانت ممدوجةً أو مذمومة ولذى قال النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: "بُعثتُ لأُتَمم مَكارِم الأخلاق", إذاً هناك ذميمات الأخلاق موجودة ولكنه جاء كسائر الأنبياء ليُتَمم المكارِم من الاخلاق, إذاً فهنا عرفنا أن الأخلاق هي ما يصدر من النفس الإنسانية سواء كان قبيحاً أو كان ذميماً ولذى يُقال في العُرف: فلان أخلاقهُ سيئة!, أخلاقه ذميمة! وفلان أخلاقه رفيعة!, إذاً وصلنا إلى نقطةٍ حساسةٍ وهي أن الأخلاق هي عموم الأفعال التي تَصدر عن النفس محمودةً أم مذمومة ولذى صحَ لنا أن نقول بأن فلانٌ كريم الأخلاق وفلانٌ ذميم الأخلاق.
3
واجهنا مسألةٌ صغيرة وهي أن الأخلاق تنقسم إلى قسمين, إلى أخلاقٍ نسبية وإلى أخلاقٍ مُطّلَقة, ما المقصود من الأخلاق النِسبية؟, هي أخلاق الأُمم, العادات التي تتبعها أُمةٌ من الأُمم ولذى يُقال الأخلاق العربية, الأخلاق الرومية, أخلاق الفُرس, أخلاق الهنود, الأخلاق الإنجليزية وهكذا, فإذاً هذه أخلاقٌ نسبية, كُل أُمةٍ لها أخلاقها, أما الأخلاق المُطلقة فعلى العكس من ذلك وهي مجموع قواعد السلوك الثابتة التي تُوصل بالإنسان إلى الخير ولكن لا تُحدد بزمان ولا تُحدد بمكان ولا تُحدد بقومٍ دون قوم, هي أمور ثابتة وعقلانية وهي المُعبر عنها بالحِكمة العَملية لأن الحكمة _أي الفلسفة_ تنقسم إلى قسمين, فلسفة نظرية وفلسفة عملية تطبيقة, فالفسلفة والحكمة التطبيقية بمجموعها هي الأخلاق المُطّلَقة التي من أجلها بُعث الأنبياء جميعاً وبُعث سيد المرسلين لأجل إتمامها.
4

إذاً فالنبي ماذا قام ليُتممَ مكارم الأخلاق؟, قام بتجربة _إن صح التعبير_, قام صلى الله عليه وآله وسلم بتجربةٍ تاريخيةٍ عُظمى لا ينكرها البشر تستهدف الثورة على الحاضر, وهذا الذي فعله صلى الله عليه وآله وسلم, ثار ثورةً عُظمى في الحاضر في مكة وكذلك في المدينة المنور بإسم المستقبل, يُريد أن يبني مستقبلاً للأُمة لتغيير ما في آفاق أولئك القوم, تغيير كُل ماكان عليه الجاهليون وتغيير مافي نفوس الناس والتخلي عن سلوكهم العملي, ثورة النبي صلى الله عليه وآله وسلم _الثورة الأخلاقية_ ثورةٌ تستهدف القيام ضد الحاضر من أجل بناء المستقبل, ونال ما نال من الأذى, نحن نسأل: لماذا أتعب نفسه الشريفة ولماذا أعلن وقال: "ما أُوذي نبيٌ مثلما أُوذيت"؟

5
وعنوانُ حديثنا "بُعثت لأُتمم مكارم الأخلاق", في هذا الحديث الشريف معانٍ كثيرة وجمة نتفيأ ظلالها لتشرق أنفسنا بأنوارها ولنستفيد بعض المعلومات في ضوئها. " بُعثت لأُتمم مكارم الأخلاق", يدل هذا الحديث الشريف على أن الديانات كُلها منذ آدم إلى الخاتم كان أساسها الأخلاق, أي أن الأخلاق كانت أساساً لجميع الديانات, وجاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ليُتمم تلك الأساسيات, إذاً فالأديان كُلها مبنيةٌ على الأخلاق, والأمر الثاني هو أن الأخلاق لها أهميةٌ عُظمى وكُبرى عند الله سبحانه وتعالى بحيث قامت النبوات من أجلها وضحى الشُهداء من أجلها, فكم من نبيٍ استُشهد وكم من نبي أُذي فقط من أجل الأخلاق,







  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الإسلام حياة .. خ ق ج فريد البيدق قصيدة الومضة 3 08-03-2014 04:15 AM
من أيام العرب قبل الإسلام عبدالله علي باسودان اختيارات متنوعة من الفنون الأدبية وأدب الحضارات القديمة 8 06-09-2014 04:59 AM
الحضارة في الإسلام وفي الغرب فريد البيدق اختيارات متنوعة من الفنون الأدبية وأدب الحضارات القديمة 4 04-15-2014 02:39 PM
مكانة الأم في الإسلام الوليد دويكات نبع الإيمان 5 02-20-2013 01:43 AM


الساعة الآن 08:28 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::