الم يحز في نفوسنا ، عن واقع لا احد يستطيع ان يتنصل منه. دخلت منتدى كزائر ، قرأت لبنت عراقية اصيلة ، نطقت بكل براءة ، لتفجر في قلب كل عراقي شريف ، شجوا واسى . هذه الوردة البريئة ، التي تفتحت في حقل الكابة والبؤس ، اينما تتلفت ترى سوادا يعبر عن حزن عميق ، و الاما ومصائبا ، لا اول لها ولا اخر. تقول بعينين باكيتين ، وقلب ملطخ بالاسى: خرج اخي من البيت ولم يعد. قتلوه ولم نعثر على جثته !!!!! تصور ايها الانسان ، أن اخاك الذي كان يجلس ضاحكا مع اخوته واخواته ، مع امه وابيه ، يخرج من البيت ولا يعود ثانية ، و منعت القسوة اهله ، ومحبيه ، أن يروا حتى جثته في بلد الكرامة ، والشهامة ، والطيب ، والرحمة ، والرجولة والنخوة !!!!! حدث يتجسد امامي في كل يوم مرارا ، ولا املك سوى قلم قد تجسدت فيه مصائب الحياة ، لينقش على صفحات الزمن ، اهات الامهات ، والام الاولاد ، ذكورا واناثا. لينقش الصفحات السود من ماسي بناة وطني المحطم. وبعد ايام اسمع من عضو اخر في المنتدى ، والذي اتخذته اخا ، وصديقا ، في تعليق له يقول دون ارادته: خرج اخي ولم يعد !!!!!!!! الله اكبر يا بشر ، الله اكبر يا ابناء وطني المنكوب ، الله اكبر يا ناس ، من اين اتت هذه الذئاب البشرية المتعطشة الى شرب الدماء ، لتخطف بشرا ، وتمثل بهم ، وتحرم امهاتهم ، واباءهم ، واخوتهم ، من رؤيتهم ، لتزرع في قلوبهم ، الاما ، واحزانا مدى الحياة؟ اخرسني صديقي ، بالخبر المحزن ، وجعلني لا اعرف ما اقول !!! والله اخرسني واشجاني. قالها هذا الاخ الشريف ، لثقته بي ، ودون ارادة منه. منذ ايام لزمت نفسي ، لكوني لا اعرف ما اقول ، امام مصائب اخوتي ، واخواتي من بناة وطني المنكوب. زمرة جبانة ، اتت في ظل الدبابات الامريكية ، لتقتل وتذبح الاحياء ، وتنكل بجثث الابرياء. زمرة جبانة ، حملت كذبا شعارات الطائفية ، لتنتقم من شعب العراق ، باشنع الطرق التي عرفها التاريخ القديم ، والحديث. هذه الزمرة الجبانة التي منذ سنين قد اختبأت كالجرذان ، في سراديب المنطقة الخضراء ، ولا رجولة تحركها ، ولا كرامة تؤنبها. قتل اي بريء ، ان كان سنيا او شيعيا ، ان كان مسيحيا ، او صابئيا ، او يزيديا ، ان كان كرديا او عربيا قتل اي بريء ، في اي بقعة في العالم جريمة لا تغتفر ، مهما كانت قوميته. شجون ، والام ، ووطني يمزق ، واعراض تهتك ، ونفوس تزهق ، واوباش لا يهمهم ما يحدث ، وقد انشغلت بسرقة اموال الشعب ، لتبني لنفسها قصور السعادة ، والترف ، قصور الفسق ، والعفونة ، ويا اسفاه. اخي خرج ولم يعد : قالتها شابة بريئة ، وخرج منها القول عفويا ، وا مصيبتاه !!!! اخي خرج ولم يعد ، تخرج من قلب صديق لي دون قصد منه ، لتسقط دمعته سرا ، ولا يحس بها احد منا !!!! يا اخي ، و شكرا لك على الثقة ، وعجز قلمي ان يوصف المأساة ، وا اسفاه ، لانها فوق تصوره ، واي قلم بقادر أن يعبر عن اشجانكم ، يا اخوتي واخواتي في العراق وفي اماكن اخرى ؟ !!!! الى الملايين المشردة من ابناء وطني المنهوب . الى الاخوات البريئات اللواتي اغتصبن على ايدي اقذر خلق الله ، وقتلن ولا احد يدري بهن. الى العوائل التي نهبت ، والى اولياء الامور التي قتلت دون اثم. الى الاطفال التي شردت ، ولا احد يعرف بماسيها. الى العوائل التي ماتت جوعا ، و اصبحت مشردة ، تفتش في المزابل ، على لقمة تسد بها رمقها. عليكم اسكب دمعي ، غريبا مشردا ، و اهاتكم تؤلمني ، وتبكيني. الى شعب العراق ، الذي سيكنس الاوباش ، ان عاجلا او اجلا ، بعون الله. الى الحبوبة التي خرج اخوها ولم يعد !!!!! الى اخي وصديقي ، الذي خرج اخوه ولم يعد !!!! اليكما اكتب ، بقلم عجز ان يعبر عن حقيقة المأساة ، ووا اسفي. اخوكم ابن العراق الجريح : صلاح الدين سلطان
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 10-02-2014 في 01:08 AM.